14 نوفمبر 2025

تسجيل

عام مثالي لريال مدريد

04 يناير 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); صحيح أن رجال أنشيلوتي فشلوا في البصم بالانتصار على آخر مباراة لهم هذا العام، عندما انحنوا أمام الميلان في مباراة كأس التحدي التي احتضنتها دبي الأسبوع الماضي، إلا أن هذا لم يمنعهم من الاحتفال بعام هو الأمثل بالنسبة للقلعة البيضاء بعد أن نجحوا في حصد كل الألقاب الكبرى ابتداء بكأس الملك، ثم دوري أبطال أوروبا فكأس السوبر الأوروبي، ليتوجوا عامهم باللقب الغائب عن خزائنهم وهو كأس العالم للأندية في نسخته الجديدة. ليسدل الستار على عام رائع باستحواذه على جميع جوائز غلوبل سوكر كأفضل فريق في العالم، وليتوج رئيسه فلورينتينو بيريز كأفضل رئيس نادٍ، ونجمه كريستيانو رونالدو كأفضل لاعب، ومديره الفني كارلوس أنشيلوتي كأفضل مدرب، ولاعبه الجديد رودريغيز كأفضل اكتشاف لعام 2014. الفريق الأبيض لم يقف فقط عند الجوائز والألقاب خلال عام 2014، إذ يمكن أن نقول ان هذه السنة شهدت ولادة الفريق المدريدي من جديد على يد المدرب الإيطالي بعد الموت السريري الذي عانى منه خلال السنوات الماضية، والذي ساهم فيه بشكل كبير مدربه السابق جوزيه مورينيو، الذي من حقه أن يحصل على لقب أسوأ مدرب مر على تاريخ الميرينغي. الشروخ النفسية قبل التكتيكية التي خلفها مورينيو بعدما ودع البرنابيو لم يكن من السهل تضميدها، لكن الرجل الإيطالي الهادئ تمكن، متسلحا بذكائه وهدوئه وطريقة تعامله مع اللاعبين، من رأب الصدع الذي شوه أسوار القلعة البيضاء وأبعدها عن منصة التتويج وسكة الانتصارات لسنوات. أنشيلوتي لم يكن يملك عصا سحرية، فقد ساعده في ذلك رئيس النادي الداهية بيريز، الذي سخر أمامه جميع الإمكانيات من أجل إخراج الفريق من هذا النفق المظلم. تعاقد مع أغلى اللاعبين أمثال غاريث بيل وخميس رودريغيز وتوني كروس، بل وتخلى أيضا عن لاعبين مهمين مثل ألونسو وأوزيل ودي ماري.. وبالرغم من أن هذه الخطوات ألّبت عليه المنتقدين وأثارت غضب عشاق الريال، فإن الرجل ظل هادئا مصرا على مواقفه، ليثبت في آخر المطاف أنه كان على صواب، وأنه لا يجلس على رأس أفضل فريق في العالم بالصدفة. وهكذا عادت الألفة إلى فالديبيباس واستعاد اللاعبون ثقتهم في النفس وحبهم للانتصار وتحطيم الأرقام القياسية الفردية والجماعية. من كان يتوقع أن يستعيد القديس كاسياس براعته وبريقه، بعد أن ظل فترة طويلة على دكة الاحتياط وبعد المعاناة النفسية المريرة التي ألمت به بعد خلافاته مع مورينيو؟ هذا هو حال اللاعبين الكبار، وهذا هو حال الأندية العريقة. ريال مدريد أثبت أن المجد يولد من رحم المعاناة، لقد عانى الفريق الملكي كثيرا في السنوات الأخيرة، لكنه لم ينسى ابدا تاريخه المجيد وأثبت للعالم كله أن الملك يمرض، يتعثر، يخسر، يتراجع.. لكنه لا يموت.