15 نوفمبر 2025

تسجيل

أين الصواب في الآتي؟

04 يناير 2015

هناك الكثير من الأفكار والمعتقدات أخذنا بها وسلمنا بها على انها حقائق الحياة، وبذلك سارت معها حياتنا !! منها ما يمكن أخذها لصحتها ولكن منها ما لا يمكن قبولها بقليل من التفكر فيها، ولكن بحكم العادة والعرف، أخذنا بها سواء ممن قبلنا أو من يعيشون بيننا الآن، وما لم يتم تداركها، فإنها ستنتقل الى أبنائنا وهكذا. يقول البعض بأن المرء منا لابد أن يكون محبوباً من الجميع حوله!! هل يمكنك تقبل هذه الفكرة أو المنطق؟ في رأيي الشخصي، هذه فكرة غير منطقية وغير مقبولة البتة.. لماذا؟ لأننا نعيش في مجتمع بشري، حيث البشر يختلفون، ومشاعرهم وقيمهم وأهدافهم تبعاً لذلك تختلف، وبالتالي لا يمكن ضمان حب الجميع، لأن ما تعتقد أنه الأصوب والأفضل لكسب حب شخص ما، يمكن أن يراه هو أو هي عكسك، فلا تجد منه أو منها المأمول. إن كنت عدوانياً أو شرساً في التعامل أو ظالماً فمن المؤكد أنك ستكسب العداوات المتنوعة ولن يحبك أحد، فالجزاء من جنس العمل، وهذه حقيقة لا نختلف عليها، ولكن لو كنت ملائكياً طيب الأصل وتحب الناس ويحبونك، ستجد مع ذلك أن هناك من لا يطيق ذلك ويحسدك على ما أنت عليه ويعاديك ليس لشيء سوى أنك محبوب من البعض!! أرأيت كيف الناس تختلف باختلاف المعتقدات والقيم والمبادئ والايمان؟ مقولة أخرى مفادها أن المستقبل لا يمكن التنبوء به.. هذا صحيح، ولكن مع ذلك يمكن استشرافه وتوقع ما يمكن أن يحدث أو يقع.. لا يمكن أن نأخذ بفكرة أن المستقبل هو غيب لا يجوز الاقتراب منه، وبالتالي نجد عذراً للتقاعس والقعود بلا عمل وبجد واجتهاد للقادم من الأيام. إن المستقبل ما هو إلا حصائد أعمالنا الحاضرة. ومن يزرع يحصد، والعكس صحيح. أليس كذلك؟مقولة ثالثة يرددها البعض وخلاصتها أن السعادة في المال، ويدعونك إلى عدم الانصات للذين يقللون من قيمة المال وأنه ليس كل شيء في هذه الحياة، بل يؤكدون لك إنه لولا المال لما كانت هناك سعادة.. وبالطبع هذه فكرة مغلوطة أيضاً، على الرغم من تأثيرات المال بطبيعة الحال، فالسعادة معروف أنها حالة ذهنية تستمر لفترة من الدهر طالت أم قصرت، ولكنها لن تدوم ولو ملكت أموال قارون.. السعادة يمكن أن تكون في قلة المال أيضاً. السعادة في الأمن وفي العافية وفي الأولاد. إن مجالات الحصول على السعادة كثيرة، ومجال امتلاك المال واحدة من مجالات عديدة متنوعة وليس هو المجال الوحيد.. وبالمثل تتنوع الأفكار غير الدقيقة في حياتنا، ولا يسمح المجال ها هنا لحصرها جميعاً، ولكن سنأتي إليها ونكمل الحديث عنها في قادم الأيام بإذن الله.