18 نوفمبر 2025
تسجيلموطني..موطني.. الدولار والدينار والريال والعقار.. همهم..همهم..فَقرُنا وجوعنا وذبحنا وحرقنا شعارهم ورمزهم.. نشيد متداول منذ فترة عبر صفحات الوسائل التواصلية يحاكي اليأس والخذلان العربي، ومن أرض غزة المنكوبة، من جثث الشهداء ودماء الأبرياء ورائحة الموت، صيغت حروفه وموسيقاه ومعانيه وبلاغته، قتلوا أطفالهم وشيوخهم ونساءهم وأطباءهم، هدموا مساجدهم ودورهم ومدارسهم وكنائسهم ومستشفياتهم، أكثر من شهر ونيف والصواريخ الاسرائيلية الأمريكية والغربية تعيث بهمجية وعنجهية في الأجواء الفلسطينية لا تتوقف، وجدوا حماس في الاطفال والنساء « 160 «صاروخًا يوميًا وربما يزيد، ما هذا التحمّل والصبر والارادة في المواجهة لشعب أعزل، الأمور تزداد تعقيدًا وقساوة، صمت ووجوم يخيم على ضمائر الأمة الاسلامية والعربية، اجتماعات رغم المناشدات من العمق الفلسطيني الميداني، ولقاءات مكوكية لاجدوى منها، اسرائيل تضرب والكلاب تنهش أين «القدس لنا» أين «أرض السلام» آه يا غزة المنكوبة تخلى عنك ذوو القربى وهذا أشد مرارة، وعرّت الحرب بواطن وأمراض الكثير من المتصهينين أفرادًا وحكومات، فلم نرَ أيّ فعل أو موقف جاد اتخذ من زعيم عربي اسلاميّ تجاه العدو وحلفائه بالمقاطعة السياسية والاقتصادية والمحاربة الميدانية، وكأن على رؤوسهم الطير،، بلدية برشلونة الاسبانية تعلن قطع علاقاتها المؤسساتية مع اسرائيل احتجاجًا على حربها على غزة،، وبرلمان جنوب افريقيا يُصوت لصالح إغلاق السفارة الإسرائيلية وطرد السفير وتعليق العلاقات الدبلوماسية، كما هي تشيلي وايرلندا، فأين مواقفنا كعرب ومسلمين تجاه عدو الله !!! …. جاءت الهدنة المؤقتة التي تنفس خلالها أبناء غزة الصعداء للملمة جراحهم وينقضها العدو، كيف لا وهناك علاقات دافعة من أبناء جلدك في الدين والعروبة اقتصادية وسياسية، وترحيب بالعدو وحلفائه، قاتلهم الله لتتجاوز المصلحة الماديّة والسياسية جثث الشهداء ودماء الأبرياء، ومع انتهاء الهدنة المؤقتة عادت حليمة لعادتها من الطغيان والوحشية والفجور في تكثيف الضربات الصاروخية لتمتد من غزة إلى جنين ودير الزور وجباليا وحي الزيتون وغيرها واستهداف الاطفال والمستشفيات والمنازل، والعودة مرة أخرى من وسط الركام لمناشدة منظمات الأمم الانسانية والحقوقية والمجتمعات المدنية لوقف الابادة الجماعية والجرائم الصهيونية التي لا تنتهي.. والتي يهدف منها العدو البقاء على تمركزه ووجوده في الأراضي الفلسطينية كوطن لهم، ليأتي طوفان الأقصى واستمراره لكسر الجدار الأمني الاسرائيلي، ويشتت هذا التمركز الصهيوني الآمن، فماذا نحن فاعلون اليوم !! … لكنهم اليهود العدو الأول الشرس للاسلام والمسلمين كما جاء في كتابه الكريم سبحانه، أنهم أشد كفرا وعداوة ونفاقًا واستكبارا وكذبًا وفسادًا وغدرا ونقضا للعهود كما في قوله: {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا..} كما في قوله ﴿ أَوَكُلَّمَا عَاهَدُوا عَهْدًا نَّبَذَهُ فَرِيقٌ مِّنْهُم بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ اتخذوا من عناصر حماس حجةً ومنفذا لمحاربة الاسلام والمسلمين، حتى تجاوز نطاقهم خارج حدود فلسطين المحتلة، ألم نشاهد ونسمع كيف قتل الكثير بدم بارد في الدول الغربية والمتحالفة للعدو الاسرائيلي من أفراد يثيرهم ويستفزهم العلم والشارة والكوفية الفلسطينية، أنسينا حرب الابادة التي شنها الصرب على مسلمي البوسنة، آلاف من القتلى والأسرى والاغتصاب والتمثيل بالجثث وغيرها،ليعيد التاريخ نفسه مع غزة اليوم فماذا كان دور الدول الاسلامية بالأمس حتى تصحو اليوم مع غزة !! ولكن مهما طال الزمان وسالت دماء الشهداء فإن الصبح قريب وستضمد الجراح ولو بعد حين وصدق الله بقوله: {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ رُسُلًا إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاءُوهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَانْتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ }.