11 نوفمبر 2025
تسجيليقال « استبد بالأمر: إذا انفرد به من غير مشاركٍ له فيه»، والاستبداد كمصطلح «التفرد بالأمر دون مشارك ودون أخذ رأي الغير، وإلغاء الأخر بأي شكل من الأشكال»، وما أكثر من يُلغى رأي الأخر!. الإنسان إي إنسان سوي بفطرته التي جبله الله تعالى عليها أنه يمقت حوار الاستبداد، وحوار الرأي الواحد، واستعلاء الأخر عليه، والجور على حقوقه. وقيمة الاستبداد تعطِّل حركة الحياة، وإن كانت هناك حركة، ولكنها حركة ضعيفة واهية، وبيت الاستبداد كبيت العنكبوت، تراه جميلاً ومرتباً ومحصناً، ولكن الوهن محيط به من كل جانب، فهل يُدرك من يستبد بحواره ورأيه في كل مساحات الاستبداد أنه ضائع تائه؟!. ﴿أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا﴾. والرائد في الحوار الاستبدادي هو فرعون قال الله عز وجل ﴿ قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ ﴾، وقد كثر أتباعه ومن يقتدي به في حوار الاستبداد، ومن ينتهج أسلوبه في فرض الرأي، فهذه العقلية الفرعونية الظالمة المتزينة بثياب الهدى والرشاد، فهي لون من ألوان القمع وتكميم الأفواه وتشكيلها بحوار الاستبداد الذي يتزعمه الكثير من حملة الاستبداد في الحوار والنقاش وطرح الرأي الآخر من مدعي الثقافة والفكر. والاستبداد يضيّع كرامة الإنسان، ويجعله عبداً ذليلاً لا يقول إلاّ ما يقوله ذلك المستبد في حواره، والاستبداد كذلك يقتل الأفكار ويعطل الإبداعات وإنتاج المبادرات، ويهمل الطاقات والكفاءات، وتأخير المهمات، وتكثر فيه السرقات، ويُبعده عن الانتماء لمجتمعه ووطنه، ويُؤصّل فيه الأنانية والاسترزاق على حساب كل شيء، والتطبيل لكل من يقول ﴿مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى﴾، ويعلو فيه صوت دعاة المنكر ومحاربة أهل المعروف، كل هذا وغيره يؤدي إلى ضياع المجتمع ومؤسساته، ويأكل كل ما كان عليه من قوة ونجاحات وصعود، إنه حوار الاستبداد..!. فالكرامة والعيش وإبداء الرأي وحرية التعبير بضوابط معلومة وبأخلاقيات عالية بكل حرية، هي حقوق للإنسان ومطالب عالية السقف ينشدها ويتمنها عملياً دون أدنى إهانة، أو إغلاق لمنافذ الكلمة والحوار الهادئ والهادي والهادف، يأتي بنتائج إيجابية لا حد لها. وأخيراً.. « قطر ستبقى حرّة»- يحفظها الله- بدينها الإسلامي الحنيف، وبعقيدتها الصحيحة التي لا تشوبها أية شائبة، وبقيادتها قيادة الخير والعز وبشعبها الكريم وبأخلاقها وقيمها، وكل من يقيم على أرضها. «فيا طالما قد زيّنتها أفعالنا» المؤسس رحمه الله... «ومضة» قال الإمام محمد عبده رحمه الله « لا صلاح في الاستبداد بالرأي، وإن خلُصت النيات».