05 نوفمبر 2025
تسجيل( البراميل) تجتمع! بهذه الجملة ضج مجتمع (تويتر) الكبير وهو يرى اللقاء الضاحك والودي بين وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد ووزير الخارجية السوري وليد المعلم على هامش جلسات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك وتبادلهما وجهات النظر حول علاقات بلديهما الثنائية وكأن (المنامة) لم تشارك يوما موقف ولية أمرها (الرياض) التي صرحت على لسان وزيرها المرتبك عادل الجبير أن بشار الأسد لا مكان له في مستقبل سوريا القادم منهياً هذا التصريح الكاذب بكلمة (بتشوف) ردا على لسان الصحفي الذي سأله كيف سيتم التعامل مع الأسد مستقبلا وإزاحته عن سوريا؟!. نحن نتفهم جيدا أن البحرين ما هي إلا كرة مضرب ترميها السعودية لجس النبض وامتصاص قوة الصدمات التي تحدثها هذه الضربة، ومتيقنون أن اللقاء الثنائي بين (البراميل) لم يكن إلا عبارة عن رمي كرة البحرين في ملعب سوريا لاستقبال ما هو أكبر وهو عودة العلاقات السعودية السورية وبقاء الأسد في حاضر ومستقبل السوريين شاء هذا الشعب المغلوب أم أبى ولكن تبقى المصالح متوقفة إلى حين تتصالح وتسير بعدها وفق أهواء الحكومات لأننا نعلم أن فئة كبيرة من الشعب السعودي تكره الأسد وتراه المجرم الأول في سيلان الدم السوري والمجازر الدموية التي تلحق بشعبه الأعزل، ولذا ليس على الرياض ولا على دمشق أن يبحثا عودة علاقاتهما مع شعبيهما ما دامت مصالحهما تتوافق وما مضى راح وانقضى، ولكن كيف سيسجل التاريخ هذا الموقف المتراخي والمنافق من الرياض التي حاولت إيهام الشعوب ولفترة طويلة مضت أن موقفها من بشار هو الموقف الرافض له وأن كلمة (بتشوف) التي باتت ملاصقة للجبير عند التحدث عن سوريا ما كانت إلا رؤية كيف هي سياسة التلون السعودي في المواقف التي تتطلب في الأول والأخير رجالا ثابتين في مبادئهم وليسوا مجرد ساسة يتمايلون مع ميل الظروف، وفي قضية سوريا كان لابد أن يكون هناك موقف ثابت وواضح وهو الذي قامت عليه القمة العربية التي أُقيمت في الكويت سابقا، حين اعتبرت نظام بشار عضواً غير فاعل في القمة وممثلاً غير شرعي للشعب السوري وأقرته الرياض آنذاك لكنها عادت اليوم من الباب البحريني لتغازل النظام السوري وتعتبر أن كل ما صرح به الجبير ما هو إلا (كلام عيال) لا يؤخذ به بطبيعة الحال، متناسية أن الدم السوري لم يجف حتى هذه اللحظة، وأن نظام بشار الأسد هو المسؤول الأول عنه ومن المؤسف فعلا أننا رأينا الرئيس الفرنسي (ماكرون) يخطب من على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبا المجتمع الدولي الالتفاف لنزع بشار من سدة الحكم السوري لأنه لا يمكن أن يستمر هذا الحكم للأبد وأن الحل في سوريا هو إنهاء هذا الحكم بأي شكل من الأشكال، بينما وقف الجبير على نفس المنصة يردد في إسطوانته المشروخة: قطر إرهابية، إرهاب قطر، إيواء قطر للجماعات المتطرفة، إنهاء قطر لسياستها الإرهابية في المنطقة، مقاطعة قطر كانت ضرورية للحد من تمويلها للإرهاب وإلى آخر هذه العبارات التي تململ منها الحضور وما عادت للرياض مكانتها التي كانت تحظى بها سابقا في المحافل الدولية لأنها ببساطة فقدت مصداقيتها في السياسة وتغير مواقفها لا يجعلها مؤتمنة في مد جسور الصداقة معها، لذا لم يكن هذا الاجتماع الباسم بين (البراميل) الضاحكة إلا امتدادا لما يقوم به (البرميل) البحريني دائما في فتح الباب لسيده السعودي ورأينا ذلك مع إسرائيل التي كنا نظن في الخليج خاصة أنها العدو الأول لنا، فإذا باب العلاقات يُفتح من الجانب البحريني تمهيدا لدخول العائل السعودي له وإعلان هذا في المستقبل القريب والشواهد كثيرة في هذا ولا تُعد في الواقع!. عموما تبقى الأزمة السورية المحك الحقيقي للمواقف العربية بعد أن تنصل بعضها من الحق الفلسطيني الذي تبرأ منه كثيرون ولا يجب أن نُذكر الرياض أن (إيران) هي الحليف الأول لنظام بشار، لذا كان يجب أن تظل لغة العداء هي اللغة السائدة معه، ولكنها اللعبة السعودية الخبيثة التي يحاول الجبير تمريرها في معاداة طهران والتصالح مع أصدقائها رغم أن هذا كان سببا وطيدا ساقته الرياض في حصارها الآثم لـ قطر وهي علاقة الأخيرة بإيران فماذا نقول لهذا الجبير إن لك تكن كلمة (اخجل) من نفسك، واخجل من مواقف بلادك المتناقضة، واخجل من طفولتكم المتأخرة وتصريحاتكم غير المسؤولة، واخجل من الذي رأيناه منكم ومن تابعتكم المنامة وأنتم التابعون لأبوظبي.. هل رأيتم كيف أن الخجل من كل هذا يمكن أن يمنعكم من الدجل؟!. فاصلة أخيرة: إذا خانتك قيم الرجولة فحاول ألا تخونك قيم المبادئ! [email protected]