12 نوفمبر 2025

تسجيل

قتل البراءة

03 أكتوبر 2015

منذ سنوات زار قطر طفل موهوب برفقة والده، كان صغير السن وحافظاً لكتاب الله، والأعظم أنه كان يملك صوتاً رائعاً ويجيد القراءة حسب الأصول وبمقدوره أن يقلد أصوات أعظم القراء مثل مصطفى إسماعيل وعبدالباسط عبدالصمد، وفي لقاء مع والد الطفل استعرض بطولاته وكيف أنه يقوم فجراً بمراجعة كل ما حفظه ابنه، وبعدها يذهب إلى المدرسة، وعند عودته يمارس ذات النشاط مع فلذة كبده. لماذا؟ لأن ابنه الدجاجة التي تبيض ذهباً وهو اعتبر هذا الولد كنزاً حقيقياً ولابد من استغلال الأمر كأحسن ما يكون. ودون وعي كان يقتل براءة الطفولة لدى ابنه، وفي آخر يوم أراد البعض أن يكرم هذا الطفل الموهوب وقيل له ماذا تريد. فما كان منه إلاّ أن طلب قميص لاعب كان يلعب في المنتخب القطري!! لماذا؟ لأنه عبر بصدق عن رغباته، ولأنه طفل برئ فلم يطلب مالاً أو هدية ثمينة!! هكذا البراءة والطفولة.. التعبير بالبراءة.في تاريخ الإبداع العربي نماذج عدة. كانت تملك الموهبة الفطرية، كانت فيروز الممثلة أعجوبة في أفلام أنور وجدي، وكانت صاحبة موهبة خارقة ولكن أين ذهبت لاحقاً؟ كذلك نجمة هوليوود شيرلي ماكلن وعشرات الأسماء.في الفترة الأخيرة ظهرت موهبة في مملكة البحرين، فتاة بريئة ولكن هناك من استغل موهبتها، ففي زيارتها الأخيرة استغل والدها المناسبة وذلك بأن من يريد التصوير مع ابنته عليه أن يدفع مبلغ (100 ريال) في صورة صغيرة، وأمام المسرح وجدت العديد من أولياء الأمور يشتكون من هذا الأمر، صورة في حجم كارت بوستال بهذا المبلغ؟ لماذا؟ طرحت هذا التساؤل على ابننا المنتج فهاد اليامي وأخي سعد بورشيد وأخي علي غلوم، كان الرد أن هذا شرط وضعه والد الفتاة الصغيرة الموهوبة أن هذا الاستغلال يحدث لأول مرة في قطر، فهل هناك جهة ما، تحاسب هذا الأب؟ لا أعتقد أن بمقدوره أن يمارس ذات الأمر في العواصم الأخرى، لذا أطالب بدراسة هذه الظاهرة حتى لا تتكرر.. وحتى لا يقتل هذا الأب براءة ابنته!!