09 نوفمبر 2025
تسجيلسألتني إحداهن ما هي المواقع الأثرية في قطر، وأين يمكن أن تتنزه مع الأطفال عند قدومها للدوحة؟ للحقيقة احترت ماذا أقول لها، فذكرت لها القلاع والمناطق التاريخية التي يمكن أن تزورها ولكن توقفت عند الأماكن الترفيهية والسياحية التي غالبا ما يحرص كل زائر لأي بلد على أن يزورها والتي تبرزها الدول وتروج لها في الخارج حتى يمكن أن تجذب لها السياح سواء من الدول المجاورة أو الأخرى البعيدة، ولكن مع ذلك أخبرتها عن حديقة الحيوان رغم خجلي منها كونها قد أصبحت متهالكة وطال الأمد في إيجاد حديقة جديدة تحدث عنها المسؤولون وتم بناء سورها ولكن إلى الآن لم تظهر للعيان ولم يبت في أمرها وظلت الحديقة القديمة رغم روعة بنائها القديم كما هي وقد هرمت فيها الحيوانات وضاق الأسد ذرعا بالزوار فأصبح لا يلتفت إلى أحد وقل تقافز القرود ولكن كثرت أنواع الطيور وتعكرت بحيرة التمساح فيها، ثم ذكرت المجمعات التجارية وما فيها من وسائل الترفيه للأطفال، وسوق واقف وما تحتويه (كتارا)، ولكن افتخرت أن أذكرها بزيارة المتحف الإسلامي ومتحف الفن العربي، والاستمتاع بالجلوس على الكورنيش ومنطقة الشاليهات في سيلين، فعادت تسأل عن المدينة الترفيهية، فخطرت على بالي (أكوا بارك) تلك الملاهي المائية، ثم عرجت على ذكر مشروع المدينة الترفيهية الجديدة التي ستكون ضمن مشروع مدينة لوسيل التي تحتاج إلى عدد من السنوات حتى يستمتع بها الأطفال. ولكن للأسف لم أكن ألاحظ على وجهها وأنا أتحدث معها تلك التعابير التي تعبر عن الدهشة والاستغراب لعدم وجود تلك المدينة التي لا يمكن أن تخلو منها أي مدينة أو عاصمة في العالم، خاصة بعد ما وصلت إليه قطر من شهرة في العالم وأصبح الكثيرون من الناس يتوقون لزيارتها خاصة في فترة الربيع! والحقيقة حاولت أن أبرر لها ما اندهشت بكل ما أوتيت من حسن الكلام، والحديث عن المشاريع المستقبلية، ولكن في داخلي كنت أتساءل هل مازال المسؤولون غافلين عن ذلك؟ وهل لم يخطر على بال أحدهم إنشاء مدينة ترفيهية في الهواء الطلق بدل تلك التي تزدحم بها المجمعات؟ ولو جزءا من الاستثمارات العقارية التي نراها تتراكم كل يوم ولا وجود لمن يسكنها؟ إن التفكير في راحة أطفالنا، خاصة من لا تستطيع أسرهم أن ترفه عنهم في الخارج أمر لابد منه، وأن نوجد لهم مكانا يتنفسون فيه ويرفهون عن أنفسهم من خلاله كما هو الحال في الدول الشقيقة التي يوجد بها الكثير من هذه الفعاليات للأطفال، بحيث يحتار الأهل في اختيار الأماكن التي يريدون اصطحاب أطفالهم إليها، مع العلم أن مثل هذه الأماكن تدر أرباحا كبيرة وهي فرصة جيدة للاستثمار حبذا لو استغلها رجال الأعمال ولو لفترة مؤقتة.