06 نوفمبر 2025

تسجيل

أزمة الجماهير!!

03 سبتمبر 2013

الجمهور هو عصب الرياضة خصوصا كرة القدم.. والمباريات التي لا يدخلها جمهور تفقد أهم عناصرها وتكون بلا قيمة وبلا طعم.. بل تكون كالطعام بلا ملح!! وخلال الأيام القليلة الماضية كانت قضية الجماهير هي الشغل الشاغل للرأي العام الرياضي والكروي في كل من مصر وقطر.. ومع اختلاف القضيتين في الشكل والمضمون تماما في البلدين الشقيقين إلا أن القاسم المشترك هو أن الجمهور يمثل أزمة حقيقية في كل منهما.. ففي الوقت الذي يعاني فيه دوري نجوم قطر من الغياب الجماهيري وتحاول فيه مؤسسة دوري نجوم قطر جذب الجماهير لحضور المباريات بالحوافز المادية الكبيرة خاصة أن خلو المدرجات في معظم المباريات لا يتناسب أبداً مع قوة الدوري وأسماء النجوم الكبيرة المشاركة فيه من أوروبا وأمريكا اللاتينية وآسيا والدول العربية.. نجد العكس تماما في مصر فإن الجمهور يمثل عبئا كبيرا ويخلق مشاكل وأزمات خطيرة كانت إحداها سببا في إلغاء النشاط الكروي المحلي بعد مذبحة بورسعيد في الأول من فبراير 2012 والتي راح ضحيتها 72 مشجعا من جماهير الألتراس نفسها. ويوم السبت الماضي وفي مباراة الأهلي وليوبار الكونغولي في دوري أبطال إفريقيا بالجونة وقع ولأول مرة في تاريخ الرياضة وكرة القدم اشتباك عنيف بالصواريخ والشماريخ بين جمهور ألتراس النادي الأهلي بعضه البعض في ظاهرة غريبة ومرفوضة تماما.. وكانت تلك المواجهة التي اندلعت قبل انطلاق المباراة مباشرة أشبه بالمعارك الحربية.. ولولا عناية الله وحكمة البعض وعدم لجوء الشرطة للعنف المضاد لوقعت كارثة جديدة!! إن أزمة عدم الإقبال الجماهيري وظاهرة استئجار الجماهير في دوري نجوم قطر.. وعنف الجماهير المصرية خاصة جماهير الألتراس يعكس الأزمة الحقيقية في الثقافة الرياضية العربية سواء لممارسي الرياضة أو مشجعيها خاصة في العقود الأخيرة.. وللأسف فنحن استوردنا من الخارج أسوأ ما لديهم.. فقد استوردنا ظاهرة الألتراس وإطلاق الشماريخ بعد اختفائها عندهم..ولم نستورد الإقبال الجماهيري المكثف على المباريات ويشجع فريقه بحماس وفي الوقت نفسه يحترم المنافس.. يفرح للانتصار ويتقبل الهزيمة.. ولكننا كجماهير عربية لا نملك هذه الثقافة المتحضرة فلا نحترم المنافس ولا نتقبل الهزيمة.. وأحيانا يكون العنف هو الشعار. لقد حان الوقت للعمل الجاد من أجل التوصل إلى حلول علمية وعملية لأزمة الجماهير.. ولابد للإعلام الرياضي أن يتبنى هذه القضية الخطيرة لما له من تأثير سحري على الجماهير.. فالدولة ومؤسساتها وحدها لن تحل الأزمة.. وعلى الإعلام في قطر أن يتبنى حملات قوية ومكثفة تحت عنوان "المشروع الوطني لعودة الجماهير إلى الملاعب" وذلك من خلال التركيز على أهمية الحضور الجماهيري في المباريات المحلية وتأثيره على نجاح المونديال القطري 2022.. وفي مصر وفي دول أخرى مثل تونس وليبيا فلابد من الاستقرار السياسي أولا والأمني ثانيا.. ثم يلعب الإعلام دوره في تهذيب وتثقيف الجماهير بدلا من برامج الإثارة المقيتة.