07 نوفمبر 2025

تسجيل

الفقر الاجتماعي

03 أغسطس 2022

أكاد استشعر ظاهرة قد اسميها "الفقر الاجتماعي" تترسخ أكثر وأكثر في مجتمعاتنا الخليجية خصوصاً والعربية عموماً، وهو فقر يستشعره الإنسان حينما لا يشعر بوجوده إلا من خلال مناسبات معينة فقط، ويدل دلالة واضحة على عدم انتشار روح العلاقة الأفقية بشكل يجعله يستشعر وجوده واطمئنانه، فهو في حاجة دائماً إلى علاقة مع السلطة وإن كانت على حساب العلاقة الأفقية مع المجتمع، ألحظ ذلك في المناسبات إلى درجة أن المناسبة أياً كانت فرحاً او ترحاً تتوارى وتختفي آثارها بمجرد تهيؤ الفرصة، ويصبح ذلك شعوراً طاغياً عَلى المناسبة الأصل. كان المجتمع أكثر ثقةً في نفسه وأكثر إدراكاً لحقوقه وواجباته، فلا يتصنع الشكر على حق ولا يتوسل المدح على واجب، أنا اعتقد أن التغيرات التي حصلت في ذهنية المجتمع وسلوكياته نتيجة في الأساس عن التغيرات في نمط السلطة، فمجتمعنا انعكاس لصورة السلطة ونمطها السائد، والمسافة الاجتماعية بينها وبين المجتمع، فكلما صغرت المسافة بينهما زاد مستوى الريع الاجتماعي نحو السلطة، وكلما ثبتت على مسافة واحدة اطمئن المجتمع واستقر وأخذ يبحث عن ذاته. لذلك يجب التنبه لمثل هذه الظاهرة السيكولوجية، لأن انعكاساتها سيئة على الطرفين، لكي يشعر المجتمع بوجوده يحتاج إلى مسافة يتجلى فيها هذا الوجود، كما يتطلب الأمر حياة وسطى مدنية بين المجتمع والسلطة يجد فيها المجتمع ذاته، وإلا سيقفز على المناسبات ويجعل منها فرصة للقاء السلطة والاحتفاء بها على حساب المناسبة ذاتها، إذا تحول المجتمع إلى spoon-fed "يُطعم بالملعقة" فقد فاعليته وتأثيره وأصبح عبئاً على نفسه وعلى السلطة.