06 نوفمبر 2025

تسجيل

ذكرى موجعة للبلدين

03 أغسطس 2020

بالأمس عاشت دولة الكويت الشقيقة ذكرى الغزو العراقي الغاشم لأراضيها، الذي حدث يوم الخميس الموافق الثاني من أغسطس عام 1990، حيث سقط صدام حسين في هوة المؤامرة الأمريكية له، وجازف ببلاده وحياته شخصياً واحتل دولة جارة له استطاعت بفضل مقاومتها الداخلية التي أسقطت عشرات الشهداء من أبنائها المخلصين الأبطال، بالإضافة إلى تكاتف قوات خليجية وبعض الدول العربية، ناهيكم عن أساطيل حربية أمريكية وبريطانية هرعت لتحرير الكويت، التي نجحت فعلاً في إعادة الأراضي الكويتية حرة من جديد، وساعدت على دحر غزاة قوات صدام التي عادت البقية منها لا تجر أذيال الخيبة والهزيمة فقط لكنها عادت محملة بخزي لا مثيل أودت ببلادها حتى الآن إلى ما كان للعراق أن يصل له لولا هذا التهور غير المدروس لصدام حسين الذي دفع حياته ثمنا لهذا، بالإضافة إلى أنه كان غبياً لدرجة أن يغرر بمؤامرة بوش الأب الذي كانت له مآلات أخرى نفذها الأب وتحصل على ثمارها بوش الابن وهي اتخاذ منطقة الخليج مناطق سكن وإقامة دائمة لقواته العسكرية من حاملات للطائرات وأساطيل لسفن حربية وقواعد عسكرية دائمة في معظم دول الخليج وتوقيع اتفاقيات عسكرية مشتركة مع جميع دول شبه الجزيرة العربية تتيح للولايات المتحدة حماية الدول الخليجية، بالإضافة إلى دفع هذه الدول المليارات لقاء الحماية الأمريكية التي ما كان لها أن تكون لولا هذا الغزو غير المبرر الذي لم يضر الكويت والخليج فحسب بل أوقع العراق نفسه في دوامة من عدم الاستقرار ظل بعدها سنينا طويلة يعاني الحصار الظالم أيضا ومات كثير من فئات شعبه لا سيما الأطفال لنقص الحليب والغذاء والدواء وبات بلدا منعزلا احتلته القوات الأمريكية التي ذاق الشعب العراقي على يدها صنوفاً من الاعتقالات والسجون السرية، أبرزها سجن بوغريب الذي أظهر بشاعة الاحتلال العسكري الأمريكي، الذي خرج معظم من أثبتت الصور والمقاطع المسربة من هذا السجن فداحة جرائمهم التي ارتكبوها بحق الشباب العراقي حاملين معهم صكوك براءتهم الوهمية وظل العراق حتى هذه اللحظة يعاني الفرقة والتشرذم ودخلت الحروب الطائفية وصراع المذاهب بين صفوفه فأحدثت شروخا لم تلتئم وجروحاً لم تندمل بسبب غلطة فادحة ارتكبها صدام حسين أودت به إلى حبل مشنقة غليظ لم يخف منفذو إعدامه فرحتهم وهم يلفونه حول عنقه في صبيحة أول يوم من عيد الأضحى ما زال مناصروه يتخذون منه ذكرى لما يرونه أنه إعدام بطل وليس محتل. اليوم أين العراق وكيف حاله ؟! فقر وتشتت وفرقة واستحواذ على أساس المذهب في السلطة ومظاهرات غضب شعبية على سوء المعيشة وغلاء الأسعار وقلة الحاجة ومتطلبات الحياة الضرورية وبقاء العراق في الصف الأخير من قائمة الدول الحديثة بعد أن كانت تسمى بروسيا العرب مقارنة بالحال التي كانت عليه في زمن صدام حسين وتلك حقيقة لا يمكن لأي عراقي أن ينكرها، والعراقيون أنفسهم يتمنون لو بقي صدام على رأس السلطة لديهم ولم يأت الأمريكان ولا البريطانيون أو حتى العراقيون الذين يتناوبون على السلطة تجمعهم المصالح وتفرقهم الأنانية والكراسي دون إظهار أي مظاهر شفقة للشعب المغلوب على أمره، وكل هذا بسبب فداحة وعظم فعل صدام عام 1990 حينما أقدم بكل حماقة ودون أي هوادة على احتلال بلد جار له وأراد تقسيمه إلى هيئات ومحافظات تابعة لبلاده الأم وخلع نظامه الذي كان على رأسه سمو الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح رحمه الله والذي ركع أرضاً شاكراً لله عز وجل عودته إلى بلده حراً عزيزاً بعد تحريره من صدام وزمرته المعتوهة، فكسبت الكويت بلداً مزدهراً محمياً بعين الله التي لا تنام أولاً ثم بفضل يقظتها الداخلية واستنفار أشقائها الخليجيين والأصدقاء الأمريكيين ولكن ظل العراق حتى وقتنا هذا يعاني الشتات ولو بقي على ما كان عليه وظل صدام على صهوة حكم بلاده لما كان للدول الأخرى أن تتسلل وتستوطن بلاده كما هو الحال اليوم، ولكن ماذا نقول وقد مرت العقود الطويلة يذكر الكويتيون مرارتها في يوم واحد من السنة ويعيش العراقيون المرارة كلها طوال أيام السنة!. @[email protected] @ebtesam777