08 نوفمبر 2025
تسجيلإلى جانب أن شهر رمضان الكريم فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وإلى جانب أن أول هذا الشهر الفضيل رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار.في هذا الشهر الكريم تعم أحياء المدن القطرية عادة رمضانية محببة يجتمع فيها المسلمون المقيمون من جنسيات مختلفة ولغات متعددة على تراب هذا الوطن الكريم في ألفة وتضامن إسلامي منقطع النظير على موائد الإفطار الجماعية ويتناولون طعام الإفطار ويؤدون صلاتهم في شكل جماعي لا فرق بين أصحاب الياقة البيضاء وأصحاب الياقة الزرقاء، يشارك هذه الأعداد الغفيرة من المسلمين المقيمين مواطنون يحرصون على تقديم الخدمة الراقية للصائمين ويشعرونهم بالتضامن والألفة والمحبة بين أهل البلاد والوافدين من أجل العمل. مناظر رائعة تعم أحياء جميع المدن القطرية. ( 2 ) المجالس الرمضانية في قطر لها أنماط متعددة ينشغل رواد بعضها بلعبة (الكوتشينة) والبعض الآخر ينشغل بلعبة (الدومنة) وألعاب أخرى مختلفة والبعض يتابع مسلسلات وينتقل من محطة فضائية إلى محطة أخرى بحثا عن تلك المسلسلات، والبعض الآخر يلاحق المحطات الإخبارية، وآخرون لا يوجد في مجالسهم التلفاز ويقضي جلساء ذلك النوع من المجالس ليلتهم في حوارات دينية ودنيوية. قدر لي زيارة أحد المجالس الرمضانية التي روادها يتابعون محطات التلفزة وحظيت بمشاهدة محطة لم أشاهدها من قبل تلك هي فضائية مصرية اسمها "فراعين" والاسم كما يبدو مشتق من فرعون أو كلمة الفراعنة، ومن سياق برامجها يكتشف المتابع دون عناء إنها محطة لها علاقة بفلول نظام حسني مبارك إذ إنها تبدي محاسن رجال ذلك النظام وقدراتهم الخارقة على حماية مصر العزيزة وما عداهم عبارة عن تكفيريين وجهاديين وسلفيين وإخوان مسلمين وأنه لا هم لهذه التنظيمات غير تدمير مصر عن طريق السيطرة على نظام الحكم وفرض مشروعهم المتخلف. هكذا يفهم من ما تطرحه تلك المحطة. كما أن المحطات الفضائية الأخرى كالجزيرة الفضائية وغيرها من المحطات التي انشغلت بأحداث الربيع العربي وكان لا شك لها دور في إسقاط أنظمة عربية طغت في الظلم والفساد والاستبداد وسموها بمحطات، وشاهدت محطة أخرى ترسل برامجها من بيروت يديرها منشق عن محطة الجزيرة كان ينعم بحظوة لدى علية القوم ورموز الدولة القطرية لم يحظ بها مواطن قطري مهما كانت قدراته ومكانته الإعلامية والفكرية وفوق هذا انشق وراح يغمز ويلمز من قناة الجزيرة ومن بعض رموز الدولة الكرام، والحق يقال إن تلك المحطة أجبرتني على متابعتها دون ملل وذكرتني بمحطة الجزيرة في أعوامها الأولى لكن لها قدرة فائقة في أن تلبس الحق بالباطل. يمكنني القول إن الفضاء العربي أعني الأجواء العربية تنتشر فيها ألغام هوائية تستهدف عقل الإنسان العربي لتدميره أو إشغاله بتوافه الأمور. الرأي عندي للحيلولة دون استهداف العقل العربي بالتدمير والتشويه والتشكيك عبر تلك النماذج من المحطات هو إعادة صياغة وتنظيم المحطات الفضائية العربية الأخرى التي كانت رائدة لاستعادة جمهورها ومكانتها بين الجماهير العربية قبل أفول نجمها ناصع البياض. ( 2 ) مجلس رمضاني آخر انشغل رواده بالحديث عن غلاء الأسعار في المواد الغذائية، أثار أحدهم أسعار الأسماك المرتفعة بشكل خيالي وراح أحدهم يتذكر قصيدة الشاعر البحريني محمد رفيع والتي مطلعها "الله يا زمان الشعري الربعة بثمان" تعبيرا عن ارتفاع أسعار السمك في ذلك الزمان. قال أحد الرواد إن ارتفاع الأسماك يعود إلى أن الفنادق تشتري كميات كبيرة وكذلك يقوم تجار الأسماك بتصدير معظم محصول صيدهم إلى المنطقة الشرقية في السعودية فطبعا سترتفع الأسعار على المواطنين والمقيمين في قطر ويقترح على وزارة الاقتصاد والتجارة منع التصدير إلى الخارج للمحافظة على مستويات الأسعار في الداخل.. قال آخر: نحن نؤمن بحرية السوق والتاجر حر في تصدير بضاعته من أجل زيادة دخلة وتحسين أدوات إنتاجه وأعني هنا قوارب صيد مجهزة بمعدات حديثة ليتمكن من صيد كميات كبيرة الأمر الذي يعود بالخير على المستهلكين لكثرة السمك وانخفاض أسعاره. لم يعجب الكلام كله الأخ أبو فليحان وقال: "يا ناس بلا حسد خلوا الناس تترزق الله وكلوا سمك مرة في الأسبوع أو روحوا على البحر وصيدوا سمك كما يفعل الأوروبيون وعندها أراهنكم ستنزل الأسعار تالي النهار". آخر القول: حوارات رمضانية لم تنته والحديث عن أسعار اللحوم والخضروات والفاكهة يقولون عنها إنها جهنم تعبيرا عن الغلاء الفاحش فهل من تدخل عالي المستوى للحد من ذلك الارتفاع غير المبرر.