08 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); السؤال الذي يحيرني ويبرجل كياني هو: كيف تسنى للأمريكيين أن يصبحوا سادة العالم؟ صحيحٌ أنهم شعب مبدع وجسور في أكثر من مضمار، ولكنهم أكثر شعوب الله خيبة في مجال اختيار الحكام. بالله عليكم كيف يصوت شخص راشد يتمتع بذرة من العقل لمرشح مثل دونالد ترامب؟ ألا يذكركم ترامب بشعبولا من حيث الخطرفة بكلام غير متماسك ثم العيش في وهم أنه "حبيب الجماهير"، وبما أن واشنطن تحشر أنفها في شؤون جميع البلدان أليس من الإنصاف أن يتمتع مواطنو جميع دول العالم بحق انتخاب الرئيس الأمريكي، لنضمن اختيار شخص غير أبله وهبنقة وحمار وعبيط مثل ترامب. أكثر رؤسائهم شعبية كان جون كينيدي، ذو الصلات المعروفة بالمافيا، وصاحب السجل الحافل بالغزوات النسائية، وكان ذوقه رفيعاً مقارنة ببلل كلينتون، فقد اختار كينيدي فاتنة هوليوود مارلين مونرو عشيقة له، وكانت "بنت الذين" تتقاسم الفراش أيضا مع شقيقه روبرت، الذي كان يشغل منصب المدعي العام. وكان بل كلينتون فحلا "أي كلام"، وعندما "زنقوه" بعد ثبوت أنه كان يذاكر من وراء ظهر زوجته البلاستيكية هيلاري، زعم أنه – وبلغة الصحافة - لم يمارس أي علاقة "تحريرية" مع مونيكا لوينسكي، ولكن هب أنه فعل معها الأفاعيل – وقد فعل بالفعل - فكيف يكون الإنسان رئيساً لأقوى دولة في العالم، ولا يستطيع أن يستر أفعاله "المهببة" مع مونيكا؟ كيف يسمح للمدعي العام أن يعرضه للمرمطة والبهدلة، لأنه مارس حقه الشخصي في الخيانة الزوجية، ذلك الحق الذي يكفله الدستور الأمريكي؟ رونالد ريغان كان أيضاً يتمتع بشعبية كاسحة، وما زال الأمريكيون يعتبرونه من أنجح رؤسائهم، رغم أنه كان جاهلاً عصامياً، وكان يعتقد أن معمر القذافي يحكم بوليفيا. وقد ارتكب ريغان مخالفة أخلاقية راح ضحيتها الآلاف، فقد فرضت الولايات المتحدة عقوبات مشددة على إيران، ومن بينها فرض حظر على تزويدها بالسلاح، ولكن ولأنه كان قصير النظر، فلم يكن يرى أن إيران "البعيدة" تشكل خطرا على أمن بلاده، كما الحكومة الاشتراكية وقتها في نيكاراغوا، التي شكلها ثوار الساندينستا، الذين أطاحوا بحكومة عميلة للولايات المتحدة، وأسهمت حكومة ريغان في تشكيل حركة معارضة للساندينستا اسمها "الكونترا" .وبما أن الكونغرس كان قد حظر تزويد الكونترا بالسلاح أو المال، فقد قام ريغان بإخراج فيلم هندي ليتسنى له تسليح الكونترا، وعقد صفقة سرية مع إيران: ستزودكم إسرائيل بالسلاح، ويتم تحويل قيمة السلاح إلى الكونترا. وأقدم سلاحا لإسرائيل كتعويض دون أن يعترض الكونغرس. وقد كان. ثم منع ريغان السلطات الأمريكية من السعي لمكافحة تجار المخدرات في أمريكا اللاتينية، لأن ذلك سيحرم الكونترا من مصدر أموال مهم، وهو إعادة تصدير الكوكايين القادم من كولومبيا إلى..... عليك النور.. الولايات المتحدة الأمريكية. الرئيس الأمريكي توماس جيفرسون الذي دخل التاريخ بوصفه من صاغ إعلان استقلال بلاده من الحكم البريطاني، لم يكن يرى بأسا في إقامة علاقة فراش مع خادمة تعمل عنده اسمها سالي هيمنغز، أنجب منها ستة أطفال، وبعد وفاته سألوا سالي تلك: كيف تسنى للرئيس المفدى أن يقيم علاقة فراش معك في بيت به عشرات الخدم والحشم والحراس وعيال؟، فقالت إن "عش الغرام" كان الخزانة المخصصة لأدوات الكنس. الرئيس غروغر كليفلاند أقام علاقة سرية مع ماريا هيلين في عصر ما قبل أدوات منع الحمل، فحبلت هيلين، وأنجبت طفلا، وبعد أن ذاعت تفاصيل تلك العلاقة اعترف كليفلاند بأنه والد الطفل، وكانت الجماهير وكلما ظهر كليفلاند على منبر عام تغني (بالإنجليزية): ماما وين بابا؟ في البيت الأبيض ها ها. أما أسوأ رئيس أمريكي (قبل ترامب)، وبإجماع المؤرخين الأمريكيين والمحللين السياسيين فهو جورج دبليو بوش، الذي ورط بلاده في حروب خاسرة في العراق وأفغانستان، وبالتالي يعتبر المؤسس الحقيقي لحركات التطرف التي تزلزل جميع القارات اليوم، وظهرت النزعات الدموية لهذا الأخرق عندما كان حاكما لولاية تكساس، حيث شهدت في عهده أكبر عدد من الإعدامات بالحقن السامة في تاريخ الولايات المتحدة. أليس كل هذا دليلا على أن الناخبين الأمريكيين قاصرون سياسيا؟ ثم لماذا تلتلة الانتخابات كل أربع سنوات؟ لماذا لا يبقى رئيس أمريكي في السلطة لعشرين أو أربعين سنة امتثالا لرغبة الجماهير؟