18 نوفمبر 2025

تسجيل

علم الفلك.. نشأته وتطوره

03 يونيو 2018

علم الفلك من أقدم وأهم العلوم التي عرفها الإنسان منذ القدم، فقد لعب علم الفلك دورًا أساسيًا في حياة البشرية؛ حيث كانت اهميته مسجلة تاريخيا عند كل الحضارات القديمة في بابل ومصر وغيرها من حضارات العالم القديم، ولذا اعتمد الإنسان على الفلك في شتى مناحي الحياة المختلفة من معرفة وتحديد الوقت، ومواسم الزراعة، والتغيرات المناخية، وتحديد الاتجاهات في السفر والسير في الصحراء، وقد حرص الإنسان منذ القدم على تَعَلُم علم الفلك لكي يستطيع مواكبة متطلبات الحياة. فعلم الفلك يهتم بدراسة كل ما يتعلق بالكون ونشأته، وحركات الأجرام السماوية التى يعتمد عليها الإنسان بشكل أساسي في معرفة الأيام والسنين، ودراسة المركبات الفيزيائية والكيميائية للنجوم والكواكب حولنا من خلال الرصد الطيفي لتلك النجوم والأجرام السماوية التي تدور حولنا، وقد مر علم الفلك كغيره من العلوم بمراحل مختلفة عبر العصور والأزمان أدت إلى تطوره وتغير العديد من المفاهيم الفلكية الخاطئة. ويرى فريق من العلماء أن الفلك نشأ كعلم في الحضارة البابلية في بلاد ما بين النهرين، بينما يرى فريق آخر أن علم الفلك نشأ في بلاد النيل ونحديدًا في مصر. بدأ علم الفلك منذ عصر ما قبل التاريخ بتتبع حركات النجوم والكواكب في دورات منظمة؛ حيث كان الإنسان الأول يشغل تفكيره بالحركة الظاهرية المتكررة للشمس والقمر، واستطاع من خلالها عمل تقاويم تؤرخ له الأحداث في حياته، وقام الإنسان الأول كذلك إلى تقسيم النجوم التي يراها إلى مجموعات نجمية لكي يهتدي بها في أسفاره ليلاً، ومن خلال ملاحظة أزمنة مطالع النجوم ومراقبتها عامًا إثر عام، ومن خلال مراقبة حركة الشمس، وتتبع ذلك كله في الزمان والمكان توصلوا إلى الاستدلال بهذه المنازل لمعرفة التغيرات للفصول الفلكية الأربعة التي يُعْتَمد عليها في معرفة مواسم الزراعة والطقس. تطور علم الفلك بعد ذلك تطورًا سريعًا، وذلك بالإستعانة بالآلات الفلكية البسيطة، ثم بناء المراصد الفلكية التي استخدمت في رصد الظواهر الفلكية المختلفة من كسوفات شمسية وخسوفات قمرية، ورصد النجوم، وفي العصر الحديث واكب علم الفلك التطور الهائل في التكنولوجيا الحديثة؛ حيث قام علماء الفلك حديثًا باستخدام التكنولوجيا الحديثة من برمجيات وآلات للإنطلاق إلى الفضاء الخارجي لدراسته ورصد الكون من حولنا، وذلك من خلال اطلاق مركبات فضائية يتحكم فيها العلماء من على سطح الأرض، كما استطاع إطلاق مراصد فضائية يستخدمها في رصد حركة العديد من الظواهر الشمسية مثل العواصف الشمسية، والتي لها تأثير مباشر على الأرض، وذلك قبل وصول تلك العواصف إلى الأرض بأيام حتى يتخذ الاحتياطيات اللازمة لذلك.