08 نوفمبر 2025
تسجيلفي الوقت الذي يموت فيه اليمنيون وتحولت تعز وعدن وشبوة والضالع لستالين جراد جديدة وبشاعة ما يجري أمام الرأي العالمي بعصابات خارجة عن القانون تعتدي على الشرعية الدولية وتحطم الدولة وتمارس الإرهاب وتجعل نفسها دولة عصابات تتحكم بالوزارات وتذل وتهين رجال البلاد وأبناءها وتحرم البلاد من كل حقوق الإنسان، من الماء والكهرباء والدواء. لا نحتاج إلى شرح، فتقارير اليونسيف وتقارير أوتشا وتقارير برنامج الغذاء العالمي والمنظمات الدولية ومنظمات حقوق الإنسان تغني عن الشرح لمن يقرأ، وأصبحت لعبة إيران مكشوفة وتدخلها في شؤون اليمن، ودخلت الأمم المتحدة وكان مبعوثها قد أساء إلى سمعة هذه المنظمة التي سبق لها التغاضي عن ضياع فلسطين ولم تحترم قراراتها، وسبق للأم المتحدة أن أصدرت قرارات بخصوص اليمن ولم تحترمها العصابة التابعة لإيران، وكذلك من التزم بقرارات المبادرة الخليجية وخرج عنها ليوصل ابنه ولو على جماجم كل اليمنيين، هذه الجرائم والظلم والجبروت تحت سمع وبصر الجميع وصمت الأمم المتحدة وممثلها ابن عمر الذي انكشفت ألعابه ومؤامراته.ولذا، عندما تولى الأستاذ رياض ياسين وزارة الخارجية، أعجبتني شجاعته بوضع النقاط على الحروف بأن إيران هي التي تدير المشهد، لم أر من يضع النقاط على الحروف، ولم أكن أعرف الأستاذ رياض ولكني كنت أعجب بتصريحاته ووطنيته. فالرجل وطني ومواقفه شجاعة وهو متحضر، فهو مدرس وباحث وأكاديمي وجاء لهذا المنصب في الوقت المناسب. فهو دمث الأخلاق وعقلاني، ولكن صريح في سيادة وطنه، وتشخيص القضية. ولذا فإن الوزير كان شجاعاً يرفض مؤتمر جنيف، فذلك كان فخاً بعد نجاح مؤتمر الرياض، لأن مؤتمر الرياض برعاية المملكة العربية السعودية، الصديق الوفي لليمن عند الشدة والأخ الكبير الذي لا يمكن إنكاره ودوره في المواقف المختلفة، حقق مؤتمر الرياض أهداف الجميع لحماية الوطن. فهناك قرارات ومبادرة وأراد الحوثيون وإيران الالتفاف عليها بمؤتمر جنيف لنسف هذه القرارات وتمكين الحوثيين وجيش الظلم وهذا ما يرفضه الشعب اليمني. وكأن الوزير ينظر بنور الله بأن هذا لا يمكن، كيف وهو يرى أبناء وطنه يقتلون ويشردون ويهيمون في الصحاري والبراري وتدمير بيوتهم ومقدراتهم.معالي الوزير طبيب يعرف معاناة الناس الطبية فضميره ودينه وعروبته لا تسمح له أن يضحي بشعبه، فقد عرف مكر وخداع هؤلاء في مؤتمرات الحوار وقعوا السلم والشراكة وأسقطوا عمران وصنعاء واحتجزوا رئيس الدولة ورئيس الوزراء والوزراء واعتدوا على البنك المركزي وأخافوا وأرعبوا الناس بقوة السلاح، كيف يحاور من يحمل السلاح الشعب اليمني لن يغفر لأي قيادة تتفاوض مع هؤلاء. لقد قتلوا وأماتوا الحوار وهم لا عهد لهم ولا ميثاق فهم لهم مشروع وتاريخهم أسود. وهم ينفذون أجندة إيران التي تدعم الجماعات الإرهابية ولذا فإن هذه المرحلة تحتاج لرجل مثل رياض ياسين وزير الخارجية الذي وجدت فيه عقلية منفتحة ورجل يستمع للآراء وعنده غيره وتوفق الأخ الرئيس عبد ربه منصور في اختياره، فهو رجل المرحلة. وهو مثقف من عدن المعروفة بالسماحة والحب والوطنية وتاريخها معروف، لقد عشت في هذه المدينة التي أهلها يحبون السلام والوحدة والمحبة وكثير من الناس لا يعرفون عدن العظيمة قبل الاستقلال، فهي التي ضمت محمد سالم علي عبده وعلي علوان ملهي وعبد القوي مكاوي وعبده حسين الأدهل وزين باهارون ومحمد بن سالم اليحاني وعلي باحميش وكثير من هؤلاء الرجال الذين صنعوا تاريخ عدن التي كانت تصدر جريدة الأيام وقناة الجزيرة وغيرها، عدن بأشجارها ومثقفيها. ولكن هؤلاء كانوا وطنيين دافعوا عن ثوار الجزائر وعن قضية فلسطين، وقاوموا المحتل وتعرضت عدن لظلم الشيوعيين ولظلم نظام علي عبد الله صالح والحزب الاشتراكي واليوم تتعرض لأبشع جريمة إنسانية، فهي تقاوم الاحتلال من جهة دفاعا عن كرامتها مثل أختها تعز وأختها الضالع وغيرها. وهي تقدم الوجه الدبلوماسي من خلال وزير نعتز به ونشد على يديه بأن لا خداع مرة أخرى ولا حوار يقفز على المبادرة الخليجية ولا قرارات مجلس الأمن وأن على مجلس الأمن أن يحترم قراراته وإرادة الشعب وأن ينظر لما يجري على الأرض وأن إيران قد ضربت الأمور بعرض الحائط. أي شرعية دولة إيران ترسل طائراتها لمطار صنعاء، فأين مجلس الأمن والأمم المتحدة من عدوان إيران على شرعية اليمن وسيادته وأين مجلس الأمن والأمم المتحدة من دماء وأعراض والمنازل والاستيلاء على أسلحة الدولة أليست الأمم المتحدة تحمي سيادة الدول، فكيف تساوي بين عصابة إرهابية ودولة شرعية مدعومة بدولة أخرى، وما رأي مجلس الأمن وبان كي مون من تدخل دولة بعيدة عن اليمن لتكون طرفا يعترف لها بالنفوذ في بلاد جزء من الجامعة العربية والمنظمات الدولية، هذا ما جعل الوزير يرفض باسم حكومة اليمن وباسم الشعب اليمني، يرفض تدخل إيران ويرفض أي التفاف على مؤتمر الرياض.تحية من أبناء اليمن وشهدائهم وأحرارهم للوزير الذي وضع يده على الجرح وعلى أساس الموضوع وحدد الموقف.إن إيران هي عدو اليمن وأن على الجميع أن يوقف هذه الدولة عن تدخلها وعدوانها على اليمن، وأن لا داعي للمناورات والمجاملات البعيدة، فالوزير مرن ودبلوماسي محنك، ولكن لا دبلوماسية على دماء وأعراض وسيادة بلاده، لا جدال فيه وليقف الجميع مع اليمن المنكوب.