09 نوفمبر 2025
تسجيللم تكن الكلمة التي ألقاها السيد فالح العجلان الهاجري رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان مدير إدارة الثقافة والفنون أمام الجمهور الكبير الذي حضر الحفل الختامي لمهرجان الدوحة المسرحي مجرد كلمة أو خطاب يلخص المناسبة، إنما كانت إشراقة تتضح من خلالها صورة المشهد المسرحي ويتعمق مجرى نهر الإبداع وتنتظم مياهه وتنهي مرحلة السيل الجارف الذي يجرف الطيب والرديء دونما تمييز، جاءت كلمة الهاجري تفصيلا للواقع العربي كمسرح للأحداث ليكون هو من البعض القلائل القادرين في هذا الزمن على القول حيث يكونون وقتها هم ضمير الإبداع الباقي بعد أن تكون قد ماتت كل الأشياء. كلمة الهاجري كانت من الكلمات الأكثر عطاء والأكثر صدقا مع الذات فهو فوق كل ذلك شاعر يحمل في صدره عشق الإنسان والوطن أيا كان الإنسان وأينما كان الوطن لذلك جاءت كلمته كدعوة إلى أن نرى العالم حولنا بعين جديدة وأن نغربل ما حولنا من ماض ميت وماض مضيء كالبذرة الحية وأن نميز بين الرماد والورد وأن ندفن ذلك الرماد ونبقي على الأغصان الخضراء الممتدة في عالم الإبداع، هكذا هي الكلمة المبدعة التي تستوعب الفكر والإحساس فالكلمة ليس المطلوب منها أن تكون سجلا تاريخيا لما يدور بل هي كما ألقاها الهاجري لحظة رؤيا تستشف المستقبل وتساهم في صنعه وتعيد الثقة لكل ما صار منسيا من الإهمال، الكلمة جاءت كشهادة تقدير يعتز بها الجمهور العاشق للمسرح والحريص على متابعة كل فصول المسرح، الكلمة جاءت كتوثيق لمشهد واقعي مؤلم حيث قال ((لقد صرنا مسرحا على أرض الواقع، يغدر بنا من كنا نأمل في حمايته لنا، ويواجهنا بالرصاص في الحواري والشوارع)).. كلمة الهاجري حملت أبعادا فنية وثقافية وسياسية وإنسانية، تلك هي كلمة الشاعر حين يختصر أجمل قصائده في كلمة، تحية للشاعر الجميل فالح العجلان الهاجري، على كلمته ومبروك للصديق الرائع المخرج فهد الباكر والمخرج الفنان المتألق دوما ناصر عبدالرضا على فوزهما بهذا الحصاد الكبير، مع محبتي...