05 نوفمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); كلمة الإنصاف أصبحت عزيزة في هذا الزمن الذي أصبحت فيه المصالح مقدمة على المباديء .إلا أن حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني امير البلاد المفدى حفظه الله أصر على قول كلمة الإنصاف في مؤتمر القمة العربية الأخير ، والتي ربما أغضبت بعض الحاضرين !!لقد كانت إحدى فقرات كلمة سموّه : " إذا كنّا جادين في تركيز الجهود على المنظمات الإرهابية المسلحة ، فهل من الإنصاف أن نبذل جهداً لاعتبار تيارات سياسية نختلف معها إرهابية ، على الرغم من أنها ليست كذلك ؟ " .وهذا تساؤل مشروع طرحه سموه ردّا على المحاولات الحثيثة التي تبذلها للأسف دولٌ عربية ناهيك عن بعض الدول الغربية من أجل تصنيف بعض الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها " الإخوان المسلمين " على أنها جماعات إرهابية .إن محاولة إقصاء الجماعات الإسلامية المعتدلة من الحياة السياسية والاجتماعية ، سينعكس سلبا على الدول والمجتمعات ، فمن أخطر نتائجه أنه سيُشجع ويدفع بعض أعضاء هذه الجماعات نحو التطرف ، لأنهم يرون أن هذه الحكومات تعاملهم والمتطرّفين بنفس النهج والأسلوب .كما أنها ستجعل أعضاء الجماعات المتطرفة والمتشددة تتمسك بأفكارها وتطرّفها ، لاعتقادهم أن سياسة الاعتدال والوسطية التي تتبناها هذه الجماعات المعتدلة - والتي يراها المتطرفون تمييعا للدين ونوعا من التخاذل - لم تنفع مع هذه الحكومات ، فلماذا التنازل عن أفكارهم .والأمر الآخر أنه سيحرم المجتمع من الخدمات التطوعية المجانية التي تقدمها هذه الجماعات عبر مؤسساتها في المجالات : الصحية والتربوية والاجتماعية والخيرية ، والتي توفر على الدول الميزانيات والطاقات ، وهو ما سينعكس- بالتأكيد - سلبا على المجتمع .الأمر الثالث أن دولنا العربية بحاجة إلى مزيد من الاستقرار ، وإقصاء الجماعات المعتدلة ما هو إلا خلق لأزمات جديدة ، وفتح لأبواب صراعات أخرى ، المجتمعات في غنى عنها .والأمر الرابع أن هناك العديد من الأخطار الخارجية التي تُهدد بعض الدول العربية ، وهي في أمس الحاجة إلى وحدة الصف وجمع الكلمة ، وإقصائها للجماعات المعتدلة أو محاربتها إنما يزيد الانشقاق ويضعف التلاحم .لقد أحسنت قطر والكويت والمغرب ، وبعض الدول العربية الأخرى التعامل مع أعضاء التيارات الإسلامية المعتدلة على أراضيها ، وجعلتهم شركاء معها في النهضة والتنمية .ولذلك نرى أنها بحمد الله تعالى تشهد استقرارا أكثر من تلك الدول التي ناصبت هذه الجماعات العداء ، فاعتقلت الكثير من أعضائها ، وطردت بعضهم من وظائفهم ، وشردت أسرهم ، ووصل الأمر للأسف في بعض هذه الدول إلى التصفيات الجسدية !!لذلك نتمنى من بعض الدول العربية أن تعيد حساباتها ، وتراجع طريقة تعاملها مع الجماعات السياسية ، وكما قال حضرة صاحب السمو في كلمته خلال المؤتمر حول تصنيف الجماعات المعتدلة بالإرهابية : " هل هدفنا أن نزيد عدد الإرهابيين في العالم ؟ " .