09 نوفمبر 2025

تسجيل

ملف إيران النووي واتفاق مبشر

03 أبريل 2015

يبشر الاتفاق الإطاري الذي ظهرت أول ملامحه أمس بين إيران والقوى الكبرى بابتعاد كابوس جديد لا تحتمله المنطقة وهو كابوس سباق تسلح نووي، ويمهد هذا الاتفاق لاتفاق أشمل بنهاية يونيو المقبل، وذلك بعد مفاوضات ماراثونية قد تكون الأصعب من نوعها في التاريخ، وقد ترافقت تلك المفاوضات مع عقوبات فرضها المجتمع الدولي لمنع أي إمكانية لقيام طهران بتطوير برنامج نووي عسكري، وشددت القوى الكبرى على ألا تكون عمليات التخصيب التي تجريها في مفاعلاتها أو من خلال أجهزة الطرد المركزي من النوع الذي يتيح لها تصنيع سلاح نووي في حين كانت طهران تصر على أن برنامجها مخصص للأغراض السلمية لإنتاج الطاقة وللأبحاث العلمية والطبية.لقد كان موقف دولة قطر دائما داعما لحق كل دولة في تطوير أبحاثها العلمية وبرامجها النووية للأغراض السلمية طالما كانت تلك البرامج تحت رقابة منظمة الطاقة الذرية وإشرافها وطالما التزمت الدولة بالدخول إلى معاهدة منع الانتشار النووي، كما نادت قطر عبر المحافل الدولية بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي، فجميع دول المنطقة والقوى الكبرى المعنية بمنع امتلاك إيران للسلاح النووي معنية أيضا بالكشف عن ترسانة إسرائيل النووية وإخضاع المنشآت النووية الإسرائيلية للرقابة وتدمير ما لديها من قدرات نووية، فهذه المنطقة عانت طويلا وما زالت من الصراعات والنزاعات وليست بحاجة إلى سباق تسلح خطير جديد.لقد حذر الرئيس الأمريكي طهران من ممارسة الخداع ووعد بعمليات تفتيش غير مسبوقة وشفافة مطمئنة وأكد حرص واشنطن على أمن دول الخليج في حين أعلن الاتحاد الأوروبي أن رفع العقوبات سيرتبط بتنفيذ الاتفاق لذلك فإن تنفيذ هذا الاتفاق وصولا إلى اتفاق نهائي يغلق هذا الملف الشائك هو في مصلحة إيران أولا لأنه سوف يرفع العقوبات ويمكنها من تحسين وضعها الاقتصادي، وهو في مصلحة كافة دول المنطقة التي ترفض وجود ترسانة نووية وطموحات عسكرية نووية بين ظهرانيها .