10 نوفمبر 2025
تسجيلإنها عاصفة إذا أتت على أي مجتمع أضرت به، وسلبت منه راحته وتقدمه وأخرته، وهل ينفع الترميم إذا حطمت العاصفة كل شيء؟ يحتاج إلى وقت وجهد لإعادة كل شيء إلى وضعه الطبيعي كما كان، وقد يكون إلى الأحسن إذا ترابطت وتكاتفت الجهود وأحسنت في صناعة القرارات والقوانين تطبيقاً وممارسة وسلوكاً. إنها عاصفة الدروس الخصوصية المنتشرة الآن وبقوة (عينك عينك) لا قانون يردع هؤلاء المتاجرين بها، يأتيك الواحد منهم منهكاً ومتعباً من الدروس الخصوصية من (الجنسين) والتي تستمر إلى ساعات متأخرة من الليل، بالله عليكم كيف سيؤدي عمله في الصباح الباكر تدريساً وتعليماً لطلابه على الوجه المطلوب منه في الميدان التعليمي؟!. تعاني منها المدارس، وتعاني منها الأسر تستنزف أموالها ومدخراتها بسبب هذه العاصفة التي ضربتها وما زالت تضربها. وهنا سؤال يحتاج إجابة من أهل الاختصاص، هل ظاهرة الدروس الخصوصية وانتشارها بهذا الشكل يعكس فشل النظام التعليمي؟ أفيدونا يا أهل الاختصاص!. إنها السوق السوداء الرائجة الآن والرابحة!. ومن الملفت أنه أصبح هناك مجموعات من على منصات التواصل تتبادل الأرقام للتدريس الخصوصي، وأصبحتَ تلمح السيارات على أبواب البيوت هذا يدخل وهذا يخرج من (الجنسين) -والله المستعان-، وهناك كذلك مدرس خصوصي من (الجنسين) غير متخصص في المادة، فلا هو أفاد ولا استفاد الطالب، وهذه عاصفة أخرى تضرب التعليم. وتشتد العاصفة وسرعتها عند اقتراب موعد الاختبارات وقد تقفز أسعار الدروس الخصوصية. وهنا أسئلة أخرى تحتاج إلى إجابة.. من المسؤول عن انتشار ها وتمدد هذه العاصفة؟ هل هو المدرس من (الجنسين) بإهماله وبحثه عن المادة وجشعه المادي الذي لا ينتهي على حساب مهنته؟، أم من الطالب وتقاعسه؟ أم من ولي أمر الطالب وتشجيع ابنه على ذلك؟ أو هو نوع من الترف والتباهي بين الأسر؟ نقول وبكل صراحة وأمانة كل مدرس لا اسميه (معلم) -من الجنسين- يمارس تجارة الدروس الخصوصية عليه أن يرحل عن هذه المهنة، وإذا ضبط وعرف عنه أنه يتاجر بها فعلى الجهة المختصة إنهاء عمله فوراً، لأنه بذلك يشوّه جماليات المنظومة التربوية التعليمية، وهو واجب وأمانة عليه أن يحفظ جماليات هذه المهنة. فهل ندرك لماذا هذه العاصفة تضرب بالتعليم وتحطمه وتأتي عليه!؟. «ومضة» أطلق عليها ما شئت.. عاصفة تضرب التعليم.. جائحة تضر بالتعليم.. كارثة تقطّع أوصال التعليم.. أو آفة تأكل جسد قيم التعليم.. ولكن السؤال الكبير الذي يحتاج إلى إجابة هو: كيف نواجهها؟.