منظومة الثقافة المؤسسية

التزام المؤسسة بنشر وتفعيل وتعزيز منظومة الثقافة المؤسسية في ساحة عملها، وتعلوها المرونة والوضوح والشفافية بين جميع العاملين فيها، من الرئيس الأعلى، ومن مديرين وموظفين، فتجد الاستقرار فيها والرضا الوظيفي والإنجاز وتُمكن العاملين من العطاء والتميز والإبداع والانتماء الحقيقي للمؤسسة، وتجد ذلك واضحاً من خلال تقديم الخدمات للمراجعين، وثناء الناس على قوة أدائها وتأثيرها في المجتمع. وهذا الذي يريده المجتمع من المؤسسات.فالثقافة المؤسسية تدخل فيها عدة ثقافات منها: الثقافة التنظيمية الإدارية، والثقافة القيمية الأخلاقية، وثقافة تقييم الموظفين السنوي، والثقافة الوقائية التنظيمية — من أي انحراف وتجاوز على أنظمة المؤسسة —، وثقافة المراجعين والعملاء، وثقافة الموارد البشرية، وثقافة التدريب والتطوير، والثقافة المالية، وثقافة مكافحة الفساد في المؤسسة، والثقافة الإنسانية في البيئة المؤسسية، ولا تظهر هذه الثقافات وغيرها إلاّ من خلال الممارسة العملية والتوجيه والحرص عليها وزيادة الوعي بين المنتسبين للمؤسسة، وهي كذلك لا تأتي من فراغ وإنما تأتي من قوة المؤسسة وإدارتها في أعلى هرمها، فتجعل المؤسسة قادرة على "الاستثمار الأمثل لمواردها، والاختيار الأنسب للقيادات والإداريين للعمل فيها، وعدم تأثر المؤسسة بتغيير القيادات والإداريين إذا انتقلوا منها، وضمان استمرارية تنفيذ الخطط الإستراتيجية والتشغيلية، والبعد عن الشخصية والذاتية والمصلحة في اتخاذ القرارات، وتحسين الأداء وزيادة الإنتاجية، والقبول والتعامل مع التغيير الإيجابي والمشاركة في نجاحه وإنجازه، وتحمل المسؤولية، والقوة في الالتزام الوظيفي، والكشف عن القدرات والمهارات والمؤهلات والكفاءات ". قال سبحانه وتعالى في قصة يوسف علـيـــه السلام " قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ " وليس ذلك بالتأكيد حرصاً على المنصب والتهافت عليه، وإنما هو رغبة في النفع العام، وقد عرف من نفسه عليه السلام الكفاية والأمانة والحفظ ما لم يكونوا يعرفونه، فقصده إصلاح أموال الناس، فهذه منظومة الثقافة المؤسسية المتميزة وأصحابها الإيجابيون، التي تحرص على النفع العام دون الالتفات إلى المنصب وبريقه وما فيه من مميزات." ومضة "من الإتقان أخذ منظومة الثقافة المؤسسية سواء قبل البدء بالعمل والانخراط فيه وأثناء العمل على محمل الجد والالتزام والقوة. فهل يسود المؤسسات هذا الفكر المؤسسي. أم العشوائية والمزاجية؟؟