17 نوفمبر 2025

تسجيل

روسيا وقطر تستأنفان حوارهما الاستراتيجي بروح من الثقة البناءة

03 فبراير 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); شهدت العلاقات الثنائية بين روسيا الاتحادية ودولة قطر بعد مرور 25 عاماً منذ تاريخ اقامة العلاقات الدبلوماسية، واعتقد انها توصلت إلى مرحلة ناضجة. وفي عام 2014 نشاهد بدء اعادة تحريك التعاون الثنائي الذي سوف يظهر آفاقاً جديدةً لشراكة ذات المنفع المتبادل في مجال الاقتصاد والسياسة والثقافة والرياضة.ومن بداية العام الحالي سعدنا جميعا بالاخبار السعيدة: وصل سفير روسيا الاتحادية الى الدوحة وفي الوقت القريب سوف يصل نظيري القطري الى موسكو. تعمل سفارة روسيا الاتحادية بكثافة من اجل تمهيد زيارة الوفد البرلماني الروسي الى الدوحة. وان زيارة حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الى مدينة سوتشي الروسية ومشاركته في مراسم اطلاق العاب اولمبياد "سوتشي" الشتائية سوف تكون من اهم الاحداث المرتقبة. ومن المخطط ان يتم اجتماع بينه وبين فخامة الرئيس الروسي السيد فلادمير بوتين على هامش الالعاب.وقد شهد حوارنا الثنائي تقدماً ايجابياً ملموساً في العام المنصرم، حينذاك في شهر اكتوبر الماضى تم اطلاق الحوار الاستراتيجي بين الجانبين (اي كما نسميها بالمشاورات الدورية على مستوى نائبي وزيري الخارجية). ونعتبر الاجتماع الثتائي المذكور ناجحاً وواعداً للغاية، وتمثل الجانب الروسي من قبل سعادة السيد ميخائيل بوغدانوف نائب وزير الخارجية الروسي وترأس الوفد القطري من قبل سعادة السيد علي بن فهد الشهواني الهاجري. وتميزت المناقشات بروح الثقة البناءة والجدية فشملت كل القضايا الدولية والاقليمية الملحة ذات الاهتمام المشترك بما في ذلك عملية السلام في الشرق الاوسط وتحويل منطقة الشرق الاوسط والخليج العربي الى المنطقة الخالية من اسلحة الدمارالشامل والملف السوري. كما نتوقع ان تستضيف الدوحة الجلسة الثانية للحوار في هذا العام.ويتعامل بلدانا بشكل فعال في اطار المنظمات الدولية العديدة ويتجسد هذا التنسيق بالدعم المتبادل لمرشحينا لبعض الوظائف الدولية. كما يتشاطر الجانبان المواقف المتطابقة من وجوب مكافحة الارهاب الدولي وبذل قصارى الجهود لنزع السلاح النووي وتوطيد مبادئ احترام حقوق الانسان.أما تعاوننا الاقتصادي فلديه قدرة واسعة للتقدم. واسمحوا لي ان اُركز على قطاع الغاز ومجال الاستثمارات ومشاريع البنية التحتية. وجدير بالذكر ان روسيا ودولة قطر تتصدران قائمة الدول المصدرة للغاز، الأمر الذي يفضي الى وجود قنوات التواصل الوثيق لتنسيق الخطوات وتبادل التجربة.نهتم بالطابع الاستراتيجي لتعاوننا مع قطر في اطار منظمة منتدى الدول المصدرة للغاز((GECF. وتشير نتائج جلسته الاخيرة التي تم انعقادها في موسكو الى وجود آفاق رائعة لتعزيز التعاون متعدد الاطراف وفرص لتطوير التعاون بين روسيا الاتحادية ودولة قطر في اطار هذه المنظمة الفريدة بفضل جهودنا المشتركة في تأسيسها.كما نشيد بنتائج الزيارة التي قام بها سعادة السيد فيكتور زوبكوف الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في تعاون مع منظمة منتدى الدول المصدرة للغاز GECF ومشاركته في مراسم افتتاح مكتب شركة "غازبروم" الروسية وهو الأول من نوعه الذى يمثل مصالح هذه الشركة الروسية في منطقة شبه جزيرة العرب. ونهتم بهذا الواقع أن الممثلية للعملاق الروسي في مجال الغاز قد باشرت مهامها في دولة قطر لان هذا الأمر يعد قاعدةً متينةً لتعامل في مجال الغاز بما فيها ضبط الأسعار والإمدادات المتعوضة وغيرها من الامور.اما بالنسبة للتعاون الاستثماري فلدينا قدرة ملموسة أيضا. وجدير بالذكر أن جهاز قطر للاستثمارات قام باقتناء حزمة الأسهم من الإصدار الإضافي لمصرف VTB الروسي، بمبلغ لا يقل عن 500 مليون دولار أميركي في شهر مارس من العام الماضي.ووصلت المباحثات بين جهاز قطر للاستثمار والصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة إلى مرحلتها النهائية وتفضي الصفقة الى إيداع الاستثمارات الهائلة من الجانب القطري إلى جملة من المشاريع التكنولوجية الروسية العليا. ونشيد هنا بتعيين السيد احمد السيد بمنصب عضو المجلس الاستشاري للصندوق الروسي للاستثمارات المباشرة وان هذه الخطوة تمت نتيجة لمبادرة من الجانب الروسي.كما يظهر التقدم النوعي في مجال البنية التحتية التى تثبت القدرة الهائلة للتعاون بين دولة قطر واقاليم روسيا الاتحادية. وتتصدر في هذا السياق مدينة سانت بطرسبورغ حين زار السيد اوليغ ماركوف وهو نائب محافظ سانت بطرسبرغ العاصمة الدوحة وقام باجراء مفاوضات مع مدير بلدية الدوحة المهندس محمد أحمد السيد. وجدير بالذكر ان الوفد الروسي جاء بالمشاريع التي تفضي الى جذب الاستثمارات القطرية في روسيا الاتحادية ومشاركة الاستثمارات الروسية في تطوير البنية التحتية للدوحة.وقد يستفيد شركاؤنا القطريون من تجربة وخبرات مدينة سانت بطرسبورغ المتنوعة بما فيها تنفيذ مشروع سكك المترو ومكافحة الحرائق (بما في ذلك التقنيات الخاصة بناطحات السحاب) وتحلية المياه والخ.بعد اكمال مشاورات بشأن صلاحيات اللجنة الحكومية المشتركة الروسية القطرية في التعاون الاقتصادي والتجاري والعلمي والفني سوف تصبح هذه المؤسسة آلية مهمة لتفعيل العلاقات الروسية القطرية. ونأمل في ان تتم جلستها الأولى في عام 2014م.ويكتسب التعاون الثقافي بين بلدينا أهمية خاصة. ويتوجب علينا ان نستمر في اقامة ايام الثقافة التي اقيمت بنجاح كبير في موسكو والدوحة عام 2011م وذلك بإدراج برنامج المدن الروسية الأخرى بما في ذلك سانت بطرسبورغ وقازان والخ. كما نأمل في تكرار جولة مجموعة من فناني باليه "الموسومة الروسية" برئاسة الفنان أندريس لييبا.لا نزال نمهد للاحتفاليات الثقافية المختلفة ضمن مشروع "قطر — روسيا 2018. ومن المتوقع إجراء المؤتمرات العلمية ومعارض متاحف روسيا الاتحادية في إطار هذه الاحتفالية. وسوف يعطى ذلك الامر الحافز الإضافي للتعاون الثنائي في مجال العلاقات بين المتاحف الذي بدأ بمشاركة متاحف قصر الكرملين ومتحف الإرميتاج مدينة سانت بطرسبورغ والمكتبة الروسية القومية في معرض "هدايا السلطان.. فنون الإهداء في البلاط الإسلامي" برعاية متحف الفن الإسلامي في ربيع عام 2012م.لقد اصبحت الدوحة مركزاً هائلا للترانزيت للمسافرين الروس الذين يستقلون الخطوط الجوية القطرية (12 رحلة موسكو — الدوحة أسبوعيا) وبفضل ذلك أصبحت عاصمة دولة قطر بوابة إلى آسيا لحوالي 170 ألفاً مواطن سنوياً.وكما يتزيد الجالية الروسية القائمة في الدوحة. وتتضمن خبراء ذوي المهارة العالية وتجربة وافرة الذين يساهمون في ازدهار دولة قطر ومعظمهم من أطباء ومهندسين ومدربين رياضيين وطيارين وموسيقيي الفيلهارمونية القطرية والخ.وبدون شك إن التعاون الروسي القطري في مجال الرياضة له آفاق واسعة وعلى سبيل المثال تعاوننا في مجال كرة القدم. ان روسيا ودولة قطر سوف تستضيفان كلا من مونديالي كرة القدم لعام 2018م في روسيا ومونديال كرة القدم لعام 2022م في دولة قطر. وبهذا الصدد يتعين علينا أن نقوم بتفعيل التعاون بين اللجنتين التنفيذيتين الخاصتين بالفعاليتن المذكورتين من اجل انجاحهما.ويبدي الجانبان استعدادهما لمواصلة الحوار الشامل وتسيير التعاون الاطاري المتكامل ذي المنفع المشترك. وانا على يقين ان علاقاتنا سوف تزدهر في المستقبل القريب لصالح شعبينا الصديقين.