10 نوفمبر 2025

تسجيل

سامحونا.. من هنا وهناك

03 فبراير 2011

عندما تطرقنا في الاسبوعين الماضيين إلى بعض النقاط التي نعتبرها وجهة نظر، لإصلاح ما يمكن إصلاحه في طريق نهضة تعليمنا أشار البعض إلى قسوة الحديث والمقال، والبعض الآخر أشار إلي أن أنتبه.. فقد تفتح النار من صوبك ومن حولك ممن لا يعجبهم تطرقك لتلك الاقتراحات التي قد يراها البعض نقصا وإنقاصا من جهودهم، لكنني أثق أن التربوي القدير ممن يتولى أي مسؤولية في المجلس الأعلى للتعليم يؤمن ـ وهو العارف الفاهم ـ بأن الاختلاف في وجهات النظر لا يفسد للود قضية، فنحن نحفظ لإخواننا وأخواتنا في تلك الأماكن والمناصب تقديرهم وحبنا لهم، لكن الاختلاف ليس مع الأشخاص بل في العمل وهم يعلمون أن عملنا وعملهم مرده نهضة قطر التعليمية التي ينشدها الجميع ومن يشخصن الأمور فهو أبعد ما يكون عن التربية ومدلولاتها القيمة. • وثيقة المعلم لا وثيقة ويكليكس!!!!!! نحن هنا نستغرب وفي ظل التطور الكبير للتعليم في بلدنا الغالي قطر ألا توجد وثيقة للمواد التعليمية ترشد المعلم يتولى إعدادها مكتب معايير المناهج في المجلس الأعلى للتعليم!!!!!!!! فالمجلس الأعلى للتعليم يبذل جهودا كبيرة لتطوير التعليم ومساعدة المعلم في الميدان، وقد وفر المعايير على مستوى عال، يضاهي تلك المعايير العالمية، والمصادر متوافرة والأدوات التكنولوجية ولكن المعلم لا يملك ما يعينه على التدريس وتقييم مستوى أداء الطالب. في السابق لم تكن هناك أي مشكلة، في ظل المركزية فالمنهج والكتاب المدرسي موحد للكل والمعلم عليه أن يدرس ويتبع التعليمات بدقة ولكن كان هذا على حساب الطلبة، فلم يكن هناك مجال للابتكار والإبداع في التدريس ولا هناك وقت للأنشطة ورعاية المواهب، نحن نريد أن نطور وهذه ضرورة حتمية لنقف في مصاف الدول المتقدمة علميا واقتصاديا.. ونعيد مجد آبائنا وأجدادنا العلماء العرب والمسلمين. ما ينقصنا يا سادة وخاصة بالنسبة للمعلم على غرار ما هو مطبق في الدول التي تنحو منحى اللامركزية وإعطاء المعلم والمدرسة نوعا من الاستقلالية هو وجود وثيقة شاملة للمنهج وذلك في كل مادة تكون بين يدي المعلم تعينه على التدريس وتقييم أداء الطالب، وهذه الوثيقة تضم المعايير في جميع مجالات المادة، تشرح بإسهاب طرق تدريسها وبعض القضايا التربوية المرتبطة بتلك العمليات مثل: كيفية توظيف تكنولوجيا التعليم وكيفية إكساب التلاميذ مهارات التواصل باستخدام اللغة ومهارات القراءة والكتابة في المادة، والتطرق لبعض معوقات تعلم التلاميذ وتقييمهم وكيفية التغلب عليها، وكالاستراتيجيات المتبعة لتسريع تعلم الطلبة بطيئي التعلم وذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة. • ما سبق قد يكون متوافراً لبعض المواد في وثائق مبعثرة، ولكن يجب أن تكون كل تلك الأمور في وثيقة واحدة. • الأهم الذي هو غير موجود حاليا والذي يجب أن يكون جزءاً أساسياً من تلك الوثيقة هو وجود أداة تعين المعلم على تقييم الطالب في المادة، والمقصود وجود مستويات وصفية للأداء المتوقع للطلبة يعين على تقييمه التقييم المستمر المتتابع والتقييم النهائي لكل مرحلة. • إن الحاجة باتت ضرورية وماسة لمثل تلك الوثائق لأن المجلس الأعلى للتعليم يصرف أموالا طائلة على مشاريع متعددة، قد لا تخدم الميدان كما يخدمها مثل هذا المشروع. • والخبرات المحلية بالتأكيد موجودة ويمكن الاستعانة بخبير أو اثنين من الدول التي تطبق ذلك، مثل: بريطانيا وسنغافورة وأستراليا وغيرها من الدول المتقدمة علميا وصاحبة الريادة في ذلك. • ونحن نعلم أن الوثيقة لن تؤثر على الاستقلالية والإبداع فالموجود فيها من طرق التدريس هو مقترحات يمكن أن يقوم المجلس بإعداد مثل تلك الوثائق بحيث لا تكون إلزامية، والمتوقع أن يستخدمها معظم المعلمين لأنهم في حاجة لها ويعلمون مدى أهميتها بالنسبة لهم في البيئة المدرسية. • أخيرا.. لماذا أهم بشر أم ماكينات؟؟؟!!!! صدم الكثير من أصحاب التراخيص والنواب الأكاديمين بإيميل من مكتب المدارس المستقلة يطالبهم بترشيح أحدهم لحضور ورشة تدريبية في الاسبوع الثاني من إجازة منتصف العام!!!!!! لماذا يا هؤلاء؟؟ أليس لأبدانهم حق؟؟!!! أليس لأولادهم وأسرهم حق؟؟!!! أليس لعقولهم وأجسادهم التي أضناها التعب طوال فصل دراسي حق في الراحة؟؟؟!!! اتقوا الله وتراجعوا عن تلك القرارات التي تضر أكثر مما تفيد، فكيف تطالبونهم بالحضور وهم يعلمون وأنتم تعلمون أنهم سيأتون مرغمين!!!!! فهل ستحقق تلك الورش فائدة؟؟؟؟!!!! الله أعلم. [email protected]