09 نوفمبر 2025
تسجيلطور البشر منذ القدم طرقاً لحساب السنوات، يقوم أغلبها على أسس دينية وعقائدية. فالتقويم الغريغوري (أو الميلادي كما يعرفه الناس) طوره الرهبان في عهد البابا غريغورس الثالث عشر، ويبدأ فيه حساب السنوات منذ أهم حدث بالنسبة للمسيحيين وهو ميلاد المسيح عليه السلام. والتقويم الهجري طوره المسلمون في عهد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، ويبدأ فيه حساب السنوات منذ أهم حدث بالنسبة للمسلمين وهو هجرة الرسول صلى الله عليه وسلم. ويمكن لأي أمة (أو حتى شخص) إنشاء تقويم خاص به او بها لحساب السنوات، فالصينيون لديهم تقويم مختلف، بل إن رئيس كوريا الشمالية قام بابتكار تقويم جديد يبدأ بميلاد جدّه (الآن هم في عام 107). وأتحدث هنا عن السنوات وتعدادها، وليس عن الشهور والأيام التي لها نظام مختلف وأحكام خاصة لا تقبل التغيير، فلا يمكنك أن تصلي الجمعة يوم الثلاثاء، ولن يأتي شتاء أوروبا في أغسطس. ويمكن للسنة أن تبدأ من أي شهر، فتجد بعض الشركات تبدأ السنة المالية في أبريل، وفي المدارس تبدأ السنة الدراسية في سبتمبر. فهي كالعلامة التي نضعها عند كل ميل لمعرفة المسافة المقطوعة والمتبقية. أستغرب من كم الرسائل المتداولة بنهاية كل عام التي تكثف الشعور بالسعادة وتدَعي أن الأحلام والأماني ستتحقق وأن السلام سيعم العالم (وهو أمر بالمناسبة لم يحدث في تاريخ البشرية)، ناهيك عن تلك التي تدعوك للدعاء بهذه المناسبة، أو صلاة ركعتين الساعة 12 ليلاً لتودع عاماً وتستقبل آخر وأنت ساجد، وأمور أخرى لم ينزل الله بها من سلطان. وكل ذلك لأن رقم السنة تغير فقط! تحقيق الأمنيات لا علاقة له بالسنوات، وإنما بالعمل الجاد والتخطيط السليم، وقبل ذلك كله، بتوفيق الله.