المطر

كان الأمس موعدا مع المطر .. بعد الدعاء بنزول المطر ذكرتني أنشودة المطر للشاعر العراقي بدر شاكر السياب .. وبصوت مطرب العرب محمد عبده .. " تثاءب المساء والغيوم ماتزال . تسبح تسبح .. من دموعها الثقال .. كأن أقواس السحاب تشرب الغيوم .. وقطرة فقطرة تذوب في المطر وتغرقان في ضباب من أسن شفيف كالبحر سرح اليدين .. فوقه المساء .. دفء الشتاء وارتعاشة الخريف .. ويهطل المطر .. مطر مطر مطر !!. الناس تعشق هذه الأجواء الجميلة .. تكون الحياة رائعة .. الحركة والنشاط أروع .. تحمل الكثير من المعاني التي تمثل حياة " لكل الناس " بكل جمالها وسعة رؤيتها بين الأرض والسماء .. الخروج من الروتين .. إلى التغيير .. سواء كانت لحظات سابحة من الخيال .. تحمل الصورة الرائعة .. لحياة مليئة بالنشاط هذا ربما أحلى الأيام التي يعيشها الناس " مطر ... مطر .. مطر " !!. كل شي أبيه ما يصير لي هذه الرغبات الحالمة التي يعشها الناس .. في مثل هذه المناسبات .. الخروج من " الجدران ... إلى الفضاء .. تعمل على أنها " راحة النفس " وهي تحتاج إلى هذا الفضاء الواسع لا يشغلك أشياء غير النظر إلى هذه المساحة التي تطل منها حالة من الاسترخاء .. والنظر إلى الأفق .. لتمتع رؤياك .. بزخات المطر .. والرؤيا .. إلى اشتعال هذه الرغبة إلى التغيير واللجوء إلى الظلال الطبيعية خلال هذه الأجواء الممتعة !!. هذه الأجواء . .تكون لها إضاءة من السعادة .. كأنها مشاعل يتداخل لنشاط قادم يتجدد بالحركة خارج إطار الروتين المتعب أحيانا فهذه الأجواء فعلا تضيف للإنسان الكثير من الرغبات بأن تضيف الكثير الحياة المتحركة طوال اليوم خلال صور الخروج من حالات مستيقظة من الكسل والتعب اللامنتهي والذي أحيانا قد يمنعه من الخروج من هذا المأزق الحياتي !!. يصعب على الإنسان والكثير منهم .. التوقف خارج هذه الأجواء الجميلة التي وهبها الله للبشرية .. المطر يغسل القلوب .. بقطرات عذبة .. لا تترك أثرا سلبيا في حياتنا .. إنما هي نقطة انطلاقة إلى المحبة .. التعايش معها .. والتقرب إليها .. بمشاعر من الود والنقاء .. هي زخات رسم العطاء الدائم من الرزاق الرحيم .. الرزق والرحمة .. لهي كتلة من نقاء " رباني " نستقبلها بشعور دائما " الحمد لله على هذه النعمة المباركة " آخر كلام : {ومِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (39) سورة فصلت }