08 نوفمبر 2025

تسجيل

التجاهل صدقة

02 ديسمبر 2012

كم منا يجيد التجاهل لأمور يستطيع حسمها، ولا يحاسب من يسيء اليه، ومن منا لا يرد على من هجاه رغم استطاعته، كلنا نستطيع، ولكن لنتجاهل في اكثر الاوقات ايمانا منا بأنه من اعطى للقيل والقال ظهره عاش بسلام ولا يزال يمرح غير مبال بكلام الناس.. من اراد ان يُسعد نفسه فعليه بالتجاهل وممارسة هذا الفن الراقي الذي لا يتقنه الا محترفو ركوب الاهوال وباحثو السعادة.. تراهم يحترمونك (وانت غير محترم لهم)، وبذلك كأنهم يحاولون ان يبينوا لك اساس تربيتهم النبيلة وبذلك يحرجونك (ان كنت فعلاً ممن يُحرج). ان التجاهل هو (وضع العقل والذهن في حالة صمت او تغافل تام عن كل ما يزعجك)، وهي قدرة رائعه واسلوب جميل جداً يجب علينا ان نتعامل به مع من هم حولنا، وخاصة مع الاشخاص الذين يبحثون فينا عن (شرارة) ليخرجوا من نار غضبنا شيئاً، خاصة عندما يعلمون اننا نعاني من ضغوط الحياة الشيء الكثير، ويحتارون حينما لا نفكر فيها، بل جعلنا من برود قلوبنا واسلوبنا منبعاً يزيح تلك الصعوبات ويمسحها بعون الرحمن، وأننا قد اتخذنا من الاية الكريمة (ان مع العسر يسرا) شعاراً لحياتنا، واننا على يقين ان الشكوى والتذمر لا يزيدنا سوى الماً وتعباً. باختصار: يجب علينا ان نتجاهل اموراً كثيرة في حياتنا لانها بلا منازع تكون تافهة كتفاهة عقول بعض البشر، لا شيء يستحق التفكير والتذمر (فلنحيا ونتجاهل سخيفي الافكار ومنها القال والقيل). لحظة: ان الذي يتجاهل إساءة الناس له كمثل شجرة طيبة ترميها بالحجارة وتهب لنا ثمارها (فلتتخيل الفرق). دقيقة: في ظني ان التجاهل صدقة جارية منا لكل من يحاول ان يغيظنا ويتمرد علينا بأسلوبه الذي لا يحمل للاحترام طابعاً (تستحقون ان نتصدق عليكم). بصمة: قلمي لن يتوقف مداده ابداً، ولكل من يترقب افكاري اقول تحياتي.