11 نوفمبر 2025
تسجيلاستمعت لنحو نصف ساعة إلى رجل أحسب أنه صادق وجاد ولديه معلومات دقيقة عن قضيته وقضية أهله المناصير.. الرجل في حديثه عبر بصدق عن معاناة استمرت لأربع سنوات لمواطني المناصير عانوا خلالها من زمهرير الشتاء وحر الصيف اللافح الحارق والسموم القادمة من صحراء العتمور العنيد.. عانوا التشريد من منازلهم التي غرقت.. وعانوا من ممتلكاتهم التي لمن ينالون تعويضاً عنها.. وعانوا الفاقة والبطالة في انتظار النصر لقضيتهم التي أحسب أنها عادلة لأنهم اختاروا الخيار المحلي ولديهم الحجة والحق في ذلك.. فمعظم أهل حلفا لم يفارقوا أرضهم ومسقط رأسهم بعد أن أغرقت أراضيهم وبيوتهم وكنوزهم ونخيلهم.. لم يغادروا أرضهم وظلوا هناك حتى الآن وها هي حلفا تعد ميناء ومدينة جميلة تجذب أولئك الذين رحلوا عنها إلى خيار حلفا الجديدة. تحدث الرجل بثقة وهدوء مقنعين.. مؤكداً أنهم مع الخيار المحلي وأن الدراسات أثبتت إمكانية قيام المشاريع في هذا الخيار وأنهم لن يغادروا أرضهم ويطالبون إدارة السدود بتعويضاتهم العادلة بعد مرور خمس سنوات وأنهم يقبلون دون تردد بقرارات السيد رئيس الجمهورية التي قضت بتنفيذ خيارهم وقيام منشآتهم حول بحيرة السد ولا يريدون غير ذلك.. فلماذا لا ينفذ قرار السيد رئيس الجمهورية لماذا هذه المماطلة في التنفيذ والناس يفترشون الأرض ويلتحفون السماء؟.. لماذا التأخير وكل يوم يمضي دون ذلك هو يوم مخصوم من عمر وحياة ورفاهية هؤلاء المواطنين، هل هي مسؤولية ولاية نهر النيل كما سمعنا أم مسؤولية إدارة السدود وهو أمر واجب عليها كما جرت الأعراف. تقديرنا أن هؤلاء المواطنين قد لحق بهم ظلم كبير الا تمتد إليهم شبكات الكهرباء وهم أول المتأثرين بقيام السد.. ولم يقم طريق معبد واحد في منطقتهم وخيرات خدمات السد بلغت جميع جهات السودان وإذا عجزت إدارة السد في إنفاذ قرارات السيد رئيس الجمهورية فيجب قيام مفوضية قومية تمنح لها كامل الصلاحيات لمعالجة هذه القضية وبقية القضايا المنتظرة في كجبار وغرب القولد ومناطق أخرى سوف تتفجر إزاء هذا العجز الواضح في التصرف في مواجهة مشكلات في غاية البساطة تتصل بالحقوق.. وهي قضايا لم يعد يصلح معها الصمت ولا دفن الرؤوس في الرمال فمثلما ذهب الرئيس البشير إليهم في مواقع واستمع إليهم وأصدر قراراته بالاستجابة لمطالبهم فإن الواجب يفرض على الآخرين التحلي بالشجاعة اللازمة ومواجهة هذه القضية العادلة بدلاً من هذا الصمت والتواري خلف الأعذار. وإذا نظرنا إلى هذه القضية التي حاولت جهات عديدة محلية وخارجية تجبرها سياسياً واستغلالها ورفض أصحاب القضية أي شكل من أشكال التسييس فإن في هذا الموقف الوطني لمواطن المناصير كل التقدير لموقفهم الوطني المطلبي الواضح ولا ينبغي أن تتأخر لأكثر من ذلك حتى لا تتحول القضية إلى أزمة وتدخلات وأجندة سياسية وخارجية.. وكفانا مشكلات وكفانا أزمات وكفانا تدخلات خارجية. [email protected]