05 نوفمبر 2025
تسجيليتزوج الرجل بالمرأة وقد يكون بينهما فارق في السن لبضع سنوات، وهذا في حد ذاته ليس بخطأ أو عيب، والرسول الكريم عليه الصلاة والتسليم تزوج بأمنا خديجة رضي الله عنها وعن أمهات المؤمنين، وكان بينهما فارق في السن كبير. وفي زمننا هذا عندما يرغب الرجل بالزواج وقد يكون عمره كبيرا، يعني دعنا نقول في الستين مثلاً، بزوجة في عمر الأربعين وما فوق وربما قطار الزواج في محطاته الأخيرة ينتظرها، فتجد الأهل يعارضون هذا الزواج ويضعون في الرجل كل عيوب الدنيا، بما في ذلك أنه لن يعيش طويلاً مع أن الأعمار بيد الله، خاصة إذا كانت البنت تعمل في وظيفة مُعتبرة ومرموقة، أو أنها ثرية وأن الزوج يطمع فيما لديها، وتجد كذلك مِن أفراد الأسرة مَن لا يريدها أن تتزوج، من أجل أن يأخذ مالها ولا يهمه سعادتها وأن تكون أماً، وهذه النظرة موجودة في مجتمعاتنا. فعندما يتقدم الإنسان في العمر خلاص لا يحق له أن يتزوج، أو حتى يمارس هواياته، فهو ينتظر الموت حسب رأيهم المتشائم، وفي أوروبا بعمر التسعين يمر عليك يجري وكأنه غزال شارد!. فبعض كبار السن لديه طاقة ربما تُعادل فتى يافعا، ويستطيع أن يُسعد الزوجة، وعادةً تجده يملك من المال الذي قد لا يملكه بعض الشباب، وفي زمن التقدم العلمي طبياً وظهور منتجات تعيد للإنسان بعضا من شبابه المفقود وتمحو بعضاً من آثار الزمن عندما يرسمها على وجه الإنسان!. فالرجال ربما ينسون أنفسهم في خضم معترك الحياة والضغوط المختلفة التي تنهال عليه آخر الشهر وتفتك براتبه، والكل يقول له هات هات، ويصبح في تفكير دائم، أضف إلى ذلك حالته النفسية تكون متعبة بالمرة تجد التعب ظاهرا على وجهه، حتى إن البعض لا ينظر في المرآة لكي يرى ملامح صورته، وكيف كان، وكيف أصبح اليوم وجهه مليئا بالتصبغات والبثور، يعني طايح في حضنه ويبدو عليه كبر السن المبكر. أما الزوجات أصبحن هذه الأيام لا يكبرن وكأن عقارب الزمن واقفة عنهن، لا شغل لهن إلا النظر في المرآة، ومتابعة المسلسلات ورؤية الممثلات اللاتي يخرجن علينا كل فترة بوجه وبملامح مختلفة فيذهبن إلى عيادات التجميل ولا يبقى مسحوق أو حقن أو نفخ أو شد أو تكبير إلى آخره إلا فعلنه، فيظللن محتفظات بملامح صغيرة!. وعندما تراهن وترى أزواجهن برفقتهن تقول هذه ابنته وليست بزوجته، حتى ولو كان هذا الجمال مزيفا ووقتيا، بل البعض منهن تبطرن على أزواجهن، وربما خلعنهم بسبب أنهن توهمن أنهن صغيرات سن، فماذا يفعلن برجل مثل ما نقول حَترّ أجلح أملح؟!. ومن جانب آخر هناك رجال يهتمون بالوسامة حالهم مشابه لحال النساء، فهو يذهب من مكان إلى مكان لكي يحتفظ بوسامته أكبر وقت ممكن، حتى لو قلنا فيه "من فوق الله ومن تحت يعلم الله بحاله"، وإن كان رأسه صحراء قاحلة زرعها وتحمل الإبر والجروح ومشقة السفر، حتى إن الشعر المزروع في كثير من الأحيان لا يدوم طويلاً وحاله كحال الزعماء العرب لا يدوم لهم حال. [email protected]