10 نوفمبر 2025

تسجيل

سأغردُ رغم بشاعة صوتي

02 نوفمبر 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); "من السهل جدًا الاختباء، ومن الصعب جدًا إخفاء رأيك، خصوصا في المكان الذي يجمعُك بمن يخالفك الرأي، قُل ما تشاء في أي وقتٍ تشاء، وبُحريّة ولا تخفَ من انتقاد الناس لَك فلكَ حُرية إسكاتُهم، واعتبر ذلك حرية، انتقد، اشتُم، ناقش، عبَّر، اسرق، اقتبس، افعل ما تشاء، فقد كُنت ذات يوم بيضة!" في وقتٍ كان يزدهر بالطبقية الفكرية، وعدم مُخالطة الآراء بالأُخرى، وتهميشها، وتجريمها، ومُعاقبة من يتناقل مقولات مانديلا، وفي الوقت الذي كان الجميع يتناقل الأفكار بسرية تامة، حتى لا يتم القبض عليه متلبسًا بأفكاره، لم تكن مُتداولة ذلك الوقت كلمة حُرية التعبير، لم تكن تُعرف الطاولة المُستديرة ذلك الوقت.لم يفكر كثيرًا "جاك دروسي" البالغ من العُمر ٣٠ عامًا، بل سارعَ في تأسيس موقع التواصل الاجتماعي الشهير تويتر.سارعَ الجميع في التسجيل في المكان الافتراضي كما يُقال، اجتمعت أفكار الجميع تحت سقف إلكتروني واحد، أصبح الجميع يهذي بحرية الرأي، أصبح الجميع في خوفٍ من الأفكار التي قد تنتشرُ بسرعة.أصبح البعض عبارة عن ساعي بريد للأفكار، حيثُ تكفَّل بنشرها من غير مقابل، وأصبح الجميع مُثقفين في الصباح، وسياسيين قبل الغروب، واقتصاديين قبل مُنتصف الليل، وعُشَّاقًا آخر الليل. أصبح الأمر بغاية البشاعة، أصبحت الحياة أسهل، أصبح العالم أقرب، أصبحنا تحت رحمة الأفكار، أصبحت البندقية لا تطلقُ النار، أصبحت العلاقات تحت بند الإضافات، أصبحنا وأصبح المُلك له!إلى مَعشر البيض:"لا تعيشوا كثيرًا في أحلامكم التي لا تنتهي، لا تنتظروا أن يصفقَ الجميع لكم على كتاباتكم المليئة بالأخطاء الإملائية، لا تعتقِدوا بأنَّكم ستكونون في يوم كـ"غازي القصيبي"، ولا تعيشوا في رفاهية أمنياتكم، فأنتم الآن في وقتٍ أصبحت فيه الأفكار أقل قيمة من سعر برميل النفط".