09 نوفمبر 2025

تسجيل

صالات الفرح

02 نوفمبر 2015

* تنتشر بالعاصمة السودانية الخرطوم صالات الفرح الباهية التي تتنافس لجذب جمهورها الكثر لإقامة حفلات الزواج ومراسيمه المتعددة في الثقافة السودانية ومؤروثها العميق، والتي تتمدد وتزيد، فذلك يوم لحنة العروس وآخر لـ "الجرتق" وأخريات للصباحية وفطور العريس، غير تلك الليالي التي يقيمها الأصدقاء الشباب لزميلهم الذي غادر محيط العزوبية إلى عش الزوجية الذي يطلق عليه ( قفص) إمعانا في أنه حابس لانطلاقات الشباب وكابح ربما لانفلاتاتهم أو اختياراتهم، بعيدا عن قيود الأسرة والتزاماتها التي تصور لهم أنها تحد من حرياتهم.* صالات الفرح الخرطومي أدخلت الكثيرين للمجالات الاستثمارية والبزنس الخمس نجوم، والتي تستوعب كل المناسبات الجميلة والحبيبة للقلب كحفلات التخرج من الجامعات التي تتكاثر سنة بعد الأخری، بعد أن كانت جامعة الخرطوم تسيطر علی الساحة واستحقت لقب (الجميلة المستحيلة)، كناية عن عصيان وصعوبة الدخول لكلياتها، والتي تأسست منذ الاستعمار الإنجليزي باسم كلية غردون الحاكم الإنجليزي وبنيت بطراز مميز وبمنهج بريطاني ما زال يحدث الناس عن التعليم السوداني ويؤرخ لذلك الزمن بحسناته وسيئاته.* صالات الفرح السوداني استثمار مربح وفضاءات لللتلاقي الأسري ولإفراغ شحنات الضغط المعيشي، فما بين نهارات مسارات البحث عن لقمة العيش الحلو والمر لارتفاع تكلفة "قفة الملاح" وما بين وهج صالات الفرح، تبقی علامات الاستفهام من أين لهؤلاء، إنها الفرح المستحق ومحطات الاستجمامة من رهق الحياة المعيشيةالضاغطة والصعبة، خاصة لشريحة الموظفين وذوي الدخل المحدود، كونوا بخير أيها الشعب الجميل بقيمه وعاداته وتفاصيل يومه الذي يصارع سقوفات غلاء فاق الوصف. عواطف عبداللطيفهمسة: خبراء الاقتصاد لن يستطيعوا فك الاشتباك بين نهارات المعيشة المضنية وفسحات صالات الفرح المضيئة بالشموع والنجف.