07 نوفمبر 2025

تسجيل

الجزيرة تحتفل بعامها السابع عشر

02 نوفمبر 2012

تحت شعار " بكم نتطور " احتفلت محطة الجزيرة الفضائية في نهاية الأسبوع الماضي بذكرى مرور سبعة عشر عاما على تأسيسها، ولا جدال في أن هذه المحطة منذ انطلاقتها في الفاتح من شهر نوفمبر عام 1996 في أجواء العالم العربي، أفرحت الكثير من الناس وبعثت فيهم روح الآمال في أحداث تغيير في عالم الإعلام العربي الرسمي، وفعلا فعلت فعلها، فأخرج الإعلام الرسمي العربي بوجهه القبيح والممل من دائرة المشاهدة، وانصرف الناس نحو شاشة الجزيرة يتابعون ما تبث من أخبار وبرامج زلزلت عروش وكشفت المستور. قدرها أن مولدها جاء في أحلك الأزمات التي تمر على أمتنا العربية، حصار أهلنا في العراق وما عانوه من عدوان أممي، حصار لا سابق له في التاريخ المعاصر ، حرب أممية على العراق الشقيق أدت إلى احتلاله وتدمير الدولة العراقية ونهب ذاكرتها التاريخية، وحرب صهيونية على لبنان وأخرى على الشعب الفلسطيني، وثالثة على الصومال القطر العربي المنسي من أنظمتنا العربية، والسودان وتوالت المصائب على أمتنا العربية بكل أشكالها والإعلام العربي الرسمي منشغلا ببث مسلسلات التسلية واللهو ومتابعة استقبال الحكام العرب لزائريه ووداعهم. انطلقت الجزيرة تبشر بعصر إعلامي عربي جديد لا سابق له في أنماط الإعلام العربي منذ نشوء الدولة العربية. لقد اعتمدت " الجزيرة " مبدأ " الرأي والرأي الآخر" ، حقا إنها جمعت الضدين في برنامج واحد، عرت الكثير من خفايا الأنظمة العربية هزة. عروش وزلزلت نظم جمهورية استبدادية، كشفت أسرار تعامل هؤلاء القادة برفق مع أعداء أمتنا العربية والإسلامية. لم يقف الأمر عند كشف طغيان الحاكم العربي وجبروته، وإنما تعدى تلك الحدود لتكشف فضائع العدوان الأمريكي الأوروبي والإسرائيلي على إخواننا في السودان وأفغانستان والعراق ولبنان وفلسطين والصومال وأماكن أخرى من عالمنا العربي.. لم تسلم مكاتب الجزيرة في أماكن متعددة من العالم من عدوان أنظمة عربية وغير عربية، استشهد البعض من رجالها في ميادين القتال، وتعرض البعض من العاملين في مكاتبها في عواصم عربية للضرب والسب والنهب، أغلقت حكومات عربية متعددة مكاتب الجزيرة في تلك العواصم، كما تعرضت للتشهير وحبك الأكاذيب والتشكيك في مشروعها وبقيت صامدة تؤدي رسالتها في منظومة قيم أخلاقية ومهنية رائعة لم تهزها العواصف رغم شدتها وتعدد مساراتها، لكنها ثبتت وكان وراء صمودها في وجه كل تلك العواصف رجل هادي الطبع حكيم في إدارته تكاد لا تسمع له صوتا وهو يتحدث معك تأدبا واحتراما ذلك هو الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني ومن فوق ذلك صاحب المشروع الأول سمو الأمير حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر الذي حماها من كل الأعداء لأنه آمن بحرية الرأي وحرية الكلمة. ( 2 ) اليوم تواجه الجزيرة حرب التشويش على جميع محطاتها من قبل أنظمة عربية كل ذلك لمنع وصول الصوت والصورة إلى المشاهد العربي والدولي عن جرائم بعض الحكام العرب ضد شعوبهم. هذه سورية الحبيبة تعاني من قهر حكامها الذين لم يتركوا وسيلة من وسائل القوة إلا استخدموها لإخضاع الشعب السوري العظيم لإرادتهم ولم يتركوا كلمة أو عبارة أو تهمة إلا استخدموها للنيل من سمعة ومكانة الجزيرة التي فضحت ممارساتهم وبطشهم بالإنسان السوري وحتى حيوانات سوريا لم تسلم من بطشهم، لتلك الأسباب وغيرها يعادون الجزيرة الفضائية بكل الوسائل. (3) الجزيرة كان لها الدور الفعال في ثورة الربيع العربي من لحظة مشعل الثورة العربية أعني الربيع العربي "البو عزيزي " في تونس، وتواصلت الجزيرة مع الشارع العربي إلى أن قال الشعب التونسي " بن علي هرب " وراحت الجزيرة بكل أطقمها الماهرة الفنية والإعلامية إلى ميدان التحرير ومدن مصر كلها أصبحت ميادين تحرير. الجزيرة وطواقمها جندوا أنفسهم لنصرة ثورة الشعب المصري الذي كانت هتافاته " الشعب يريد إسقاط النظام " وسقط النظام بكل جبروته وعنفوانه وزج بقياداته الظالمة السجون والجزيرة تنقل الأحداث أولا بأول للرأي العام، في الوقت الذي كان إعلام مصر الرسمي يبث برامج لا علاقة لها بما يحدث في مدن مصر العظيمة كما هو الإعلام السوري.كانت الجزيرة صوت المظلومين في اليمن من جبروت علي عبد الله صالح وكذلك الشعب الليبي المقهور من طغيان معمر القذافي.والحق أن الجزيرة صوت من لا صوت له وقد حققت إنجازا إعلاميا لكل ثورات الربيع العربي. إلى جانب الإنجازات الإعلامية في هذا المجال فلا شك في أن هناك سلبيات ما كان للجزيرة أن تقع فيها، لكن عزائي الوحيد أن من يعمل في ميادين الأزمات لابد أن يقع في سلبيات، وعلى ذلك أتمنى على إدارة الجزيرة أن تسارع في تدارك تلك السلبيات قبل أن يشيح المشاهدون بوجوههم عن شاشة الجزيرة. (4) ونحن نحتفل بذكرى يوم انطلاق صوت وصورة فضائية الجزيرة تطرق كل باب في العالم العربي وكذلك معظم دول العالم. أريد أن أذكر كل صاحب قرار في هذه المحطة أو خارجها عبر الدولة القطرية بأن هذه المحطة في عنفوان شبابها ( 17 ) عاما أخشى عليها من الجموح والشعور بالزهو في إنجازاتها ومواكبة غليان الربيع العربي، أو الثقة بالنفس إلى درجة الغرور، أطلب الحرص كل الحرص على بقاء منحنى الجزيرة في صعود، ذلك لن يتأتى إلا بعودة الجزيرة إلى مراحل انطلاقتها الأولى التي كانت مفتوحة لكل صاحب رأي أيا كان ذلك الرأي الذي يرتكز على الموضوعية والعلم والأخلاق. آخر القول: دعوة صادقة لكل العاملين وأصحاب القرار في إدارة محطة الجزيرة أن يعملوا جميعا على تقدير موقف جديد للجزيرة بهدف تلاشي السلبيات، والبناء على الإنجازات فالجزيرة لم تعد لوحدها في الفضاء كما كانت بل أصبح لها منافسون أقوياء في كل الفضاءات.وكل عام وأنتم بخير