16 نوفمبر 2025

تسجيل

هل ابن الوز عوّام بالضرورة؟

02 سبتمبر 2015

بالأمس تحدثنا لمن فاته الموضوع عن مسألة تشابه الأبناء مع الآباء في المهارات والصفات والتوجهات، واستعرضنا مثلاً شعبياً يدور حول هذا الأمر، والقائل بأن "ابن الوز عوام"، أو كما تقول العامة.. وقلنا بأن الأمر ربما في عالم الحيوان – أعزكم الله – يكون ابن الوز عواماً، لكن في عالمنا البشري، ليس بالضرورة، وضربنا على ذلك أمثلة. نواصل اليوم في عرض بعض الأمثلة في هذا السياق ونقول إنه بالمثل، قد تجد حولك عالماً فقيهاً بالدين يشار إليه بالبنان، ولكن لا أحد من أبنائه سار في درب العلم والفقه، بل ربما وجدتهم فقراء في هذا المجال، وربما أيضاً وجدت أحدهم متذبذباً حتى في أداء صلواته، وهو ابن عالم وفقيه ومن بيت علم ودين.. أو قد تجد الأب قمة في العلم الدنيوي، أستاذاً في الفيزياء أو الكيمياء أو غيرها من العلوم الطبيعية، لكن قد تجد ابنه لا علاقة له بتلك المجالات من العلوم، لا من قريب أو بعيد، بل ربما وجدته قد تسرب من الإعدادية، وعلى ذلك يمكنك التأمل في عالم المحترفين والمبدعين في النجارة أو الزخرفة أو الرسم أو غيرها من مجالات الإبداع، لتجد أنه من النادر أن ترى تكراراً في العائلة وبنفس الدقة، في إشارة إلى أن الأمر ليس بتلك الدقة التي في المثل الذي نتحدث عنه. إذن الشاهد من الحديث ومما سبق من بعض الأمثلة البشرية، هو أن الإنسان منا عالم قائم بذاته، وما إن يصل إلى التمييز والإدراك، فلا شيء يمكن أن يؤثر عليه إن هو لم يرغب فيه أو يسعى إليه طواعية وعن حب ورغبة وشغف. لا تقل لي وراثة أو جينات أو بيئة محيطة أو غير ذلك.. إن الأمر كله كامن في عقل كل واحد منا، حيث هناك تدار الأمور بدقة، وقد يكون للعوامل سابقة الذكر بعض التأثير، ولكن ليس كل التأثير، وربما لبعض الوقت ولكن من المؤكد أنه ليس كل الوقت.. فلا يحزن ويغتم أحدكم إن لم يتحقق له ما يتمناه في أبنائه، فإنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء.