08 نوفمبر 2025
تسجيلمع انتهاء الإجازة الصيفية وعودة الجميع من قضاء استراحة طويلة المدى من جميع شرائح المجتمع داخل وخارج قطر في استثمار إجازتهم بطرق مختلفة تجدد من خلالها نشاطهم مع بداية الموسم الدراسي الجديد، ونأمل فيه كل ألوان التعاون والابتكار من جميع الاطراف المشتركة فى مسيرة التعليم والتنمية الفكرية والتي تسهم بدورها في مسيرة الحراك التربوي والتي سخرت له الدولة ميزانيات ضخمة من أجل النهوض بالتعليم بكل مراحله المختلفة وذلك إيمانا منها بأهمية التعليم وتنمية الكوادر البشرية للمساهمة الفعالة في تحقيق رؤيتها على مدار سنوات قادمة ولذا تكون هذه الرؤيا هي البؤرة الحقيقية لتحقيق كافة الأهداف والطموحات التي نتمنى الوصول إليها وتحقيق ما تسمو إليه من خطط ومشاريع وإستراتيجيات تحقق من خلالها رفعة المواطن في كافة الجوانب الاقتصادية والصحية والثقافية والتنموية ولكنه لا يتحقق إلا من خلال التعليم وارتفاع مستوى الوعي والإدراك الثقافي لدى القائمين عليه وبتعاون الجميع ونحن ‘كلنا أمل وتفاؤل في بداية هذا العام أن نتجاوز ما مضى من كافة التحديات التي حدثت ما بين الطلاب والمعلمين وما بين المعلمين وأولياء الأمور وكافة العقبات الإدارية الأخرى سواء كانت ما بين الأبناء والأسرة والمعلمين وما تناولته كافة وسائل الإعلام المرئية وغير المرئية تسببت في خلق فجوة كبيرة بين جميع الأطراف وانشغلت كافة الجهات المختصة بهذه العقبات الاجتماعية أكثر من التركيز على ما تسعى إليه الجهات العليا من الدولة وإذا تطرقنا للأسباب الرئيسية لهذه العقبات فسوف نجد أنها تكاد تكون مشكلات لا تذكر ولا تستحق أن نهدر أوقاتا كثيرة من مسيرة عجلة التعليم فيها، ونحن بحاجة ماسة إلى أن نستغل الاتساع الفكري لدى الطلاب من هذا الجيل في المساهمة والتوجيه والإرشاد بصورة تتلاءم مع وعيهم الثقافي المصاحب للانفتاح الثقافي لأنه جيل بالتالي يختلف عن الأجيال السابقة وهم ليسوا بحاجة أخرى سوى للتوجيه التربوي وبث كافة القيم الثقافية والدينية والتربوية نظرا للتحديات والمؤثرات المحيطة بهم نتيجة الانفتاح المفاجئ للمجتمع وتدخلت عوامل وأسباب أخرى في فكرهم ونشأتهم وأصبحوا يتلقون منه فكرهم وثقافتهم أكثر مما يتلقون من الأسرة والمدرسة ونتمنى بث قيم الاحترام وعودة هيبة المعلم بصورتها الحقيقية ما تم بثها في نفوسنا منذ الصغر وكانت سببا كبيرا لنجاح الكثير منا وهنا دور الأسرة ولا بد أن تبادر بالتعاون المشترك بينها وبين المعلمين حتى نتفادى كافة العقبات الدراسية والاجتماعية وكلنا ثقة في دور الأسرة بتفاعلها الحقيقي في الإشراف التام على الطلاب خلال فترة الدراسة ويكونون حلقة الوصل بصورتهم الحقيقية ما بين أبنائهم والمدرسة للتصدي لكافة السلوكيات غير المرغوب فيها سواء كانت صادرة من المنزل أو المدرسة أو المكتسبة من خلال الاستخدام الزائد للأجهزة الإلكترونية المتعددة الثقافات وألا نلقي اللوم فقط على فشل أبنائنا على التعليم والقائمين علية دون أن يكون لدينا دور فعال وحقيقي في نفوس وعقول أبنائنا ومساندة القائمين على تقديم الخدمات التربوية لهم وألا نقلل من الأدوار الحقيقية التي يبذلها الكثير منهم في النهوض بالأجيال القادمة وبالتعليم نفسه وألا نلقي مسؤوليات الدراسة والأبناء على الدروس الخصوصية والتي تتناول ساعات الدراسة فيها بأسعار باهظة ودون جدوى وأصبحنا تحت رحمة تجار الدروس الخصوصية والتي نأمل أن نجد لها حلولا جذرية لإبادتها وعودة دور الأسرة والمدرسة من جديد كما كان دورهم الحقيقي وأسهم في خلق دور على درجة عالية من المسؤولية والمناصب المتعددة بالدولة ومن جهة أخرى نتمنى أن نرى الدور الحقيقي والفعلي للمعلم داخل الصفوف التعليمية بهيبتهم وقيمهم الثقافية المؤثرة بالكلمة في عقول ومدارك الفكر للطلاب وتجديد الثقة من جديد في كسب ثقتهم وخاصة أن الطلاب يتأثرون جدا بمعلميهم أكثر من نطاق والديهم ومحيط الأسرة وذلك نظرا للفترة الطويلة التي يحتك بها المعلم بالطلاب أكثر من والديهم ولذا فالتعليم والنهوض به مسؤولية مشتركة بين الجميع ونحن قادرون في بداية عام مشرق تجاوز كافة التحديات الصادرة ومواجهتها بصورة كبيرة ووفق الله كل من سعى وخطا لذلك .