نجاح اتفاقية شحن الحبوب

رحبت الأطراف الدولية بانطلاق أول سفينة محملة بالحبوب من ميناء أوديسا الأوكراني لأول مرة منذ نهاية فبراير الماضي بعد التوقف بسبب الحرب في أوكرانيا. يعد خروج أول سفينة من أوكرانيا دليلا على نجاح المباحثات التي جرت في إسطنبول يوم 22 يوليو الماضي، برعاية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وأمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش والتي قضت بتوقيع وثيقة مبادرة الشحن الآمن للحبوب والمواد الغذائية من الموانئ الأوكرانية بين تركيا وروسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة. ويضمن الاتفاق تأمين صادرات الحبوب العالقة في الموانئ الأوكرانية على البحر الأسود (شرق أوروبا) إلى العالم، وتسبب تعطل توريد الحبوب في أزمة غذاء خطيرة في عدد كبير من الدول. تسببت الحرب في أوكرانيا في حجز ما قدّر بـ25 طنا منها على الأراضي الأوكرانية ودفع نحو ارتفاع الأسعار عالميا، مع تحذيرات من منظمة الأمم المتحدة باحتمالية إصابة عدد من دول العالم بالمجاعة، ولا سيما الفقيرة منها. يعد هذا التحرك نحو تحرير الحبوب خطوة مهمة للغاية رحب بها الاتحاد الاتحاد الأوروبي، ووصفها بأنها الخطوة الأولى للحد من أزمة الغذاء العالمية المتصاعدة. بدوره ثمن غوتيريش الدور التركي مؤكدا أن ما وقع في أوديسا هو نقطة انطلاق مهمة، هذه السفينة هي الأولى من بين العديد من السفن التجارية التي تقدم الإغاثة والاستقرار إلى أسواق الغذاء العالمية. يعد العالم بأسره مستفيدا من هذا الاتفاق الذي يؤمن الحبوب ويخفض من الأسعار التي تهدد القدرة الشرائية والأمن الغذائي لا سيما لدى الدول الفقيرة التي كانت ستعاني من مجاعة محتملة وفق عدد من التقارير. تعمل تركيا بمساعدة أممية على تأمين تواصل الشحنات الغذائية في المرور عبر البحر الأسود لتأمين احتياجات الشعوب في مختلف أرجاء العالم، مما يثبت مرة أخرى أن الحروب والصراعات نتائجها وخيمة على البشرية، وأن الدبلوماسية والجلوس إلى طاولة المفاوضات هي الحل الوحيد لتقليص الخسائر البشرية.