08 نوفمبر 2025

تسجيل

الأعمال الخيرية تعم الصحافة المحلية

02 أغسطس 2013

بالكاد تفتح صفحة من الصحف المحلية لا تجد الصفة السائدة فيها تتركز على ما تعمله الجمعيات الخيرية القطرية من أعمال موائد رمضانية منتشرة في أصقاع العالم الإسلامي. شيء جميل أن نسمع عن جهود هذه الجمعيات في أعمال الخير لكنه ليس عملا جيدا أن ينشر في كل الصحف الناطقة بالعربية بشكل يومي لأن ذلك الإشهار يقلل من الأجر عند الله، الأمر الثاني أن الجمعيات الخيرية القطرية المنتشرة في دول كثيرة ليست عربية ليس لها عائدا على الدولة. إذا أخذنا إيران مثلا فإن جميع أعمالها الخيرية المنتشرة في إفريقيا وأمريكا اللاتينية وجنوب شرق آسيا تسخر لخدمة الدولة الإيرانية واتجاهاتها السياسية والمذهبية، وأضرب مثلا بجزر القمر الدولة العربية العضو في جامعة الدول العربية، قطر لها ثقل خيري واستثماري ولكن معظم الولاء لقيادات تلك الدولة يذهب لصالح إيران، الجمعيات الخيرية الأمريكية تعمل ذات الشأن ، بمعنى أنها تروض كل أعمالها للاستقطاب لدبلوماسية أمريكا وهيمنتها وتعظيم مصالحها في تلك الدول بل إن بعض هذه المؤسسات الخيرية تعمل على تنصيب حكام أعني رؤساء جمهوريات وتؤثر على سير الانتخابات البرلمانية في تلك الدول لصالحها بمعنى أنها تتدخل سرا في المجتمع المستهدف من أجل إيصال رجالها إلى البرلمان وبدوره سيكون مؤثرا على اتخاذ القرارات السياسية في تلك الدول لصالح التوجهات السياسية للدول صاحبة الجمعيات أو المؤسسات الخيرية. فهل نستطيع أن نقدم خدمة لدولتنا ونظامنا السياسي عبر تلك الجمعيات. إنني أدعو كل أهل الخير العاملين بأموالهم خارج حدود دولة قطر أن يضعوا مصلحة بلادنا فوق كل اعتبار. (2) في الصحف المحلية وعلى وجه التحديد تنشر جريدة الشرق بالتعاون مع جمعية خيرية حالات أسر معدمة أو في أحسن الحالات تعيش في حاجة ماسة للعون لا أرى أحدا يلتفت إليها (الشرق 31 / 7، ص 19)، هذه الجمعية تطالب الناس بالتبرع لجمع مال من أجل بناء مدرسة للأيتام في غزة على أرض مساحتها 4000 متر، في تقديري المتواضع لو وفرت الجمعيات الخيرية المعلنة في قطر الإنفاق على موائد الإفطار الجماعي لمدة أربعة أيام في رمضان لاستطاعوا بناء تلك المدرسة للأيتام في غزة المحاصرة. (3) كنت أتحدث مع محسن كبير في الدوحة، دون أن يسمع له حس، لماذا لا تعمل خيمة جماعية تخصص لإفطار العامة في الشوارع في رمضان؟ قال: أهل الخير كثر وخيامهم الجماعية في كل حي وعند معظم المساجد ودخولي إلى هذا السوق لن يضيف شيئا. قلت إن الله حباك بسعة في المال، فقاطعني بأدب جم لا أريد أن أظهر في وسائل الإعلام أقول ماذا أفعل من أعمال الخير، لكني أخبرك بأنني قدمت أعمالا خيرية علمية وصحية واجتماعية في لبنان وسورية، بنيت مدارس مهنية ملحق بها سكن لأعضاء هيئة التدريس ولبعض الطلاب الذين يسكنون بعيدا عن مقر مدرستهم ومركز صحي وغير ذلك. قدمت وقفية جارية مالية لمركز الدراسات الإسلامية والتاريخ الإسلامي يستفيد منها الباحثون والدارسون وغيرهم من أهل العلم. بنينا في فرنسا مركزين إسلاميين أحدهما في باريس والآخر في مدينة أخرى فرنسية يتسع هذا المركز لأكثر من خمسة آلاف مصلٍ، إلى جوار هذين المركزين بنينا قاعات احتفالات للمسلمين وقاعات محاضرات ومدرسة لتعليم أبناء الجاليات العربية والإسلامية باللغة الفرنسية واللغة العربية، إنها مدارس علمية وليست دينية فقط كل تلك المشاريع كتب على لافتاتها اسم دولة قطر تقديرا لبلادنا وقيادتنا الرشيدة. لم نكتف بهذا بل امتد عملنا إلى جنوب الولايات المتحدة الأمريكي وعملنا ذات الشيء هناك، وخصصنا أرضا لتكون مقبرة للمسلمين وكما يعلم الجميع أن الموت مكلف في أمريكا تكلفته قد تصل إلى أكثر من تكلفة الحياة. أليس ذلك أولى من نصب خيمة لإفطار المارة في رمضان؟ علما بأن هناك مجهودا كبيرا من أهل الخير عمل تلك الخيام ونحن نقدر لهم جهودهم وجزاهم الله خيرا على ما يفعلون.  والحق أن أبا عبدالله (ب) أسهب لي فيما يعمل من خير لأنه وجدني أو أنه اعتقد أنني قدمت له احتجاجا أو عتابا على عدم وجوده في الساحة كغيره من أهل الخير والحق أن ذلك ليس هدفي. (4)  نحن محتاجون إلى أمثال هذا المحسن الكبير الذي ينفق مما أعطاه الله سرا وعلانية دون ضجيج في مجالات العلم والبحث العلمي وبناء مراكز الإشعاع العربي والإسلامي في أوروبا وأمريكا وأماكن أخرى من العالم. ونناشد كل الخيرين أفرادا وجماعات بأن يسارعوا إلى بناء مدرسة للأيتام مهنية وتعليمية في غزة فإن أجرها عند الله كبير خاصة في أرض الرباط أرض فلسطين غزة المحاصرة من بني إسرائيل وبعض الحكام العرب. آخر القول: معذرة يا أبا عبد الله على ما ذكرت أعلاه عن بعض ما تقدم من خير دون استئذانك، لكن من حقي أن أشيع عمل الخير عن كل فاعليه دون استئذان. بارك الله لك في مالك وصحتك ووفقك لعمل الخير.