08 نوفمبر 2025

تسجيل

وساطة خير وسلام قطرية بين إيران وواشنطن

02 يوليو 2022

انتهت الجولة الأولى من مفاوضات الدوحة كما يسميها الملاحظون في العالم ما بين الولايات المتحدة ووراءها الاتحاد الأوروبي وبين إيران وكانت لسعادة وزير الخارجية القطري لقاءات من أجل إنجاح هذا المسار السلمي لحل الملف النووي الإيراني وجاءت حتى قبل الجولة الأولى كل التصريحات من الجوانب الثلاثة الإيراني والأمريكي والأوروبي تشير إلى أن المتوقع في القريب العاجل وفي الجولات المقبلة وصول الطرفين الإيراني والغربي إلى تحريك المياه الراكدة في الملف النووي بعد تحميل قطر أمانة احتضان حوار جديد بين طهران وواشنطن بدأ بسعي حثيث وعلني من الاتحاد الأوروبي وتأييد حذر أو صريح من كل القوى العظمى والإقليمية التي من مصلحتها حل هذه المعضلة وإطفاء فتيل مشتعل لا يتحمله عالم اليوم الزاخر بالأزمات. واتجهت الأنظار إلى دولة قطر لتكون الوسيطة في السلام ومقر مفاوضات غير مباشرة حتى يستعيد المجتمع الدولي ما حصل من ثقة بين إيران والغرب عام 2015 وكما يعرف الجميع فإن لقطر نجاحات كبيرة سابقة في وساطات الحسنى آخرها إنهاء أطول حرب في أفغانستان وغلق ملف شائك معقد لم يقدر على غلقه أحد بما فيهم الأمم المتحدة. واليوم بفضل علاقات الثقة والتقدير المتبادل بين الدوحة وطهران وبين الدوحة وواشنطن والغرب عموما يتوقع الملاحظون أن تنجح الدبلوماسية القطرية بتوجيهات حضرة صاحب السمو أميرها في إحلال السلام فيما يسمى الملف النووي الإيراني. وفي هذا الصدد ذكــــرت وســائــل إعــــلام إيــرانــيــة قبل بداية الجولة الأولى أن قـطـر تستضيف محادثات غير مباشرة بين إيــران والــولايــات المـتـحـدة وسـط مساعي الاتحاد الأوروبي لإنهاء تعثر المفاوضات مــن أجـــل إحــيــاء اتــفــاق طــهــران الــنــووي المــبــرم عـــام 2015 مــع الــقــوى الــعــالمــيــة وذلـك حسب رويـتـرز. وقـال محمد مرندي المـسـتـشـار الإعــلامــي لـكـبـيـر المـفـاوضـين النوويين الإيرانيين لوكالة أنباء الطلبة الإيـرانـيـة شـبـه الـرسـمـيـة «إيــران اخـتـارت قطر لاستضافة المحادثات بسبب علاقات الدوحة الودية مع طهران». وفـــي وقـــت ســابــق، أوضـــح مــرنــدي، فـي حديث لقناة «الجزيرة»، أنه يعتبر أن «الحديث عن استضافة قطر للمفاوضات نابع من كونها دولة صديقة لنا في المنطقة»، لافتاً إلى أن «المفاوضات ستكون غير مباشرة كما كان الحال في فيينا حين بــدا أن الاتــفــاق بــات وشـيـكـا فـي مـارس المــاضــي عـنـدمـا دعــا الاتــحــاد الأوروبـــي، الــذي ينسق المـفـاوضـات، وزراء خارجية الــدول الموقعة عليه للحضور إلـى فيينا لاسـتـكـمـال الاتــفــاق بـعـد مـفـاوضـات غير مـبـاشـرة على مـدى 11 شـهـرا بـين طهران وإدارة الــرئــيــس الأمــريــكــي جــوبــايــدن. وقال مـسـؤول إيـرانـي وآخــر أوروبـــي لـرويـتـرز الأســـبـــوع المـــاضـــي إن إيـــــران أسـقـطـت مطلبها بـشـأن رفـع اسـم الـحـرس الـثـوري مـن قائمة المنظمات الإرهـابـيـة الأجنبية لـكـن مـا زالــت هـنـاك مـسـألـتـان لـم تحسما بعد منهما واحدة تخص العقوبات. مـــن جــانــبــهــا قـــالـــت (وكالة طـــهـــران نـــيـــوز) إن اسـتـئـنـاف المـحـادثـات فـي الــدوحــة مهمة لسبب آخـر لأنـه يأتي وسـط جهود إيرانية لإصلاح العلاقات مع دول مجلس التعاون الخليجي بما يتماشى مع عقيدة الـسـيـاسـة الـخـارجـيـة الإيـرانـيـة الـجـديـدة لإدارة الرئيس رئـيـسـي المـعـروفـة بـاسـم «سـيـاسـة الجوار». وقد تبادل المسؤولون الإيرانيون والــعــرب الــزيــارات خــلال الأشـهـر القليلة الماضية ومـا زالـوا على اتصال وثيق مع بـعـضـهـم الـبـعـض كما قــام الـرئـيـس رئـيـسـي بـزيـارة سلطنة عمان وقطر ولـديـه زيـارة إلى الإمـارات العربية المتحدة على جدول أعـمـالـه عـلـى الـرغـم مـن أن المـوعـد الدقيق لهذه الزيارة لم يتم تحديده بعد. وأضاف التقرير: كما تتحسن العلاقات بين طهران والــريــاض، فـي ظـل زيــارة رئـيـس الــوزراء الــعــراقــي مـصـطـفـى الـكـاظـمـي إلــى إيــران والسعودية. من الجدير بالذكر أن رئيس الــوزراء العراقي بـدأ دبلوماسية مكوكية بـــين طـــهـــران والــــريــــاض. وقــــام بــزيــارة لـلـسـعـوديـة والــتــقــى ولــي الـعـهـد الأمـيـر محمد بن سلمان ثم غـادر جـدة متوجهاً إلى طهران والــتــقــى بـالـرئـيـس رئـيـسـي. ويــقــال إن الــهــدف الــرئــيــســي لـلـكـاظـمـي هـو تـهـدئـة الـتـوتـرات بـين إيــران والمملكة العربية السعودية. بدوره قال المستشار الإعلامي للوفد الإيراني المشارك في المفاوضات النووية محمد مرندي إن طهران اختارت قطر لتكون مكانا للجولة الأولى من المفاوضات النووية غير المباشرة مع الولايات المتحدة الأمريكية. وأضاف المرندي، في تصريحات أثناء مقابلة صحفية نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية، أن اختيار قطر جاء لأن إيران تعتبرها "بلدا صديقا". وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة إن جولة المفاوضات يفترض أن تتناول رفع الحظر الأمريكي المفروض على طهران. من جانبها، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن طهران وواشنطن تجريان محادثات غير مباشرة في الدوحة هذا الأسبوع. وأضافت أنه ينبغي لإيران أن تقرر التخلي عن المطالب الإضافية التي تتجاوز اتفاق 2015 النووي كما أعلن مسؤول السياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل أن استئناف المحادثات حول إعادة إحياء الاتفاق النووي وارد في جولات قادمة بالدوحة داعيا الولايات المتحدة إلى رفع العقوبات عن طهران. وخلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان في مقر الوزارة بالعاصمة طهران، قال بوريل إن "هناك قرارات يجب اتخاذها في طهران وواشنطن بشأن المفاوضات حول الملف النووي مؤكدا الحاجة إلى تسريع وتيرة عملهم مع إيران بشأن المحادثات النووية المتوقفة. وأكد أيضا أن التوصل إلى اتفاق بشأن البرنامج النووي الإيراني أمر في غاية الأهمية للعالم كله على حد تعبيره. وتابع بوريل: "نحتاج إلى تسريع وتيرة العمل بشأن المحادثات النووية التي توقفت منذ مارس الماضي"، منوها بأنه "يجب العودة للاتفاق النووي الإيراني من أجل التعاون في مجالات عديدة مع إيران منها النفط والغاز". وأكد بوريل أنه "يجب على واشنطن رفع العقوبات أحادية الجانب عن إيران"، لافتا إلى أن المحادثات التي أجراها في طهران مع المسؤولين الإيرانيين كانت "إيجابية".