17 نوفمبر 2025
تسجيلجميل أن نقرأ ما قالوا وأن نتأمل ما سطرته أيديهم، تلك السلسلة الذهبية التي مبدؤها الصحابة الكرام ومنتهاها الأئمة الأعلام فرضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورحم الله أئمتنا وعلماءنا وقادتنا ودعاتنا وأهل الصلاح والإصلاح ومن سار على دربهم واقتفى أثرهم، قالوا وكتبوا لله، وأخلصوا العمل وصدقوا في التوجه، فبارك الله في أعمالهم وأقوالهم، وما زالت الأمة تتداول ما قالوا وما كتبوا، وتحب أن تقرأ لهم وتستقي من بحورهم الزاخرة، وعلومهم النافعة، التي اغترفوها من إمام الهدى عليه الصلاة والسلام، وهم ما عرفوا الشهرة ولا عرفتهم، ولسوف تبقى هذه النماذج حية بصفحاتها الناصعة لأهل الأرض على امتداد الأيام، قدوة للأمة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، حملوا هذا الدين بقوة وإخلاص وبإيمان عميق، وفهم دقيق، وعمل متواصل لتبليغه للعالمين. فمن روائع القائد الرباني محرر القدس صلاح الدين الأيوبي رحمه الله:-" أوصيك بتقوى الله تعالى، فإنها رأس كل خير، وأمرك بما أمرك الله به، فإنه سبب نجاتك، وأُحذرك من الدماء والدخول فيها والتقلّد لها فإن الدم لا ينام ". " وأوصيك بحفظ قلوب الرعية والنظر في أحوالهم، فأنت أميني وأمين الله عليهم "." وأوصيك بحفظ قلوب الأمراء وأرباب الدولة والأكابر، فما بلغت ما بلغت إلا بمدارة الناس "." ولا تحقد على أحد، فإن الموت لا يُبقي أحداً "." واحذر ما بينك وبين الناس، فإنه لا يُغفَر إلاّ برضاهم وما بينك وبين الله يغفره بتوبتك إليه، فإنه كريم ". " وأمر الحكام لا يتولاه من سأله وإنما يتولاه من غفل عنه وأغفله "." وإياكم أن يستزلكم الشيطان، وأن يتداخلكم الطغيان، فيخيل لكم هذا النصر بسيوفكم الحداد، وبخيولكم الجياد، وبجلادكم في مواطن الجلاد لا والله " وما النصر إلاّ من عند الله إن الله عزيز حكيم ". " وأخيراً..." يقول بهاء الدين بن شداد واصفًا صلاح الدين رحمه الله " كان -رحمه الله- عنده من القدس أمر عظيم لا تحمله إلا الجبال". وقال " وهو كالوالدة الثكلى، يجول بفرسه من طلب إلى طلب، ويحث الناس على الجهاد، ويطوف بين الأطلاب بنفسه وينادي: يا للإسلام، وعيناه تذرفان بالدموع،... ". ويقول واصفوه" إنه -رحمه الله- كان خاشع القلب، غزير الدمعة، إذا سمع القرآن الكريم خشع قلبه ودمعت عينه، ناصرًا للتوحيد، قامعًا لأهل البدع، لا يؤخر صلاة ساعة عن ساعة". توقف وتأمل هذه الكلمات.