07 نوفمبر 2025
تسجيلماذا شاهدت من أعمال درامية في شهر رمضان الكريم؟ كان الرد بعيدا عن تصوري.. قال: شاهدت الإعلانات عبر الآلاف من الفواصل.. ماذا شاهدت..؟! والله وبالله نسيت.. في الحلقة التي مدتها (45 دقيقة).. إعلانات لمدد تزيد على مدة الحلقات.. ذلك أن جل المحطات عند عرض الحلقة، وبعد مرور خمس دقائق.. يبثون عددا لا يحصى من الإعلانات المتكررة، ولذا ولله الحمد والمنة.. كنت أهرب إلى القنوات الرياضية أو أشاهد القنوات التي تبث برامج وثائقية، أما الدراما فقد هربت بجلدي من مشاهدتها. أعتقد أن الجفاف قد غلف الدراما العربية.. نظرًا لغياب الورق، والأجمل أنني ارتميت في أحضان القنوات التي تبث الأفلام العربية القديمة لأنني شاهدت عددًا من الأعمال ذات الفكرة والقيمة وجمالية الأداء عند نجوم الزمن الجميل... توقفت حقًا أمام فيلم عربي قديم بالأبيض والأسود.. بطولة جماعية.. عبد السلام النابلسي ورفيق دربه إسماعيل ياسين ورجاء الجداوي وهي تخطو خطواتها الأولى، وهناك عددٌ من نجوم اللعبة.. وممثل لم أتعرف عليه لأن للزمن تقلباته.. هل هو محمد السبع أم غيره.. ويجسد دور "محامي نصاب ابن نصاب".. هذا المحامي رأفت الذي قد باع دينه وضميره يجسد مع الأسف أقذر صورة لمهنة المحامي.. وقد يكون رأفت هذا في الفيلم صورة من رأفت في الحياة في بلاد المغرب العربي وبلاد الشام وعندنا.. ذلك أن نموذج رأفت المحامي النصاب يتكرر، وكان المحامي رأفت النصاب قد وضع نصب عينيه شعاره الأزلي "المبالغ تبيع المبادئ"، ومع قسوة هذا الشعار وبُعدها عن الواقع، لأن المحامي كالطبيب إذا باع ضميره.. فإنه يهدم ركنا مهما من شرف المهنة. والسؤال المهم هل المحامي النصاب رأفت هو المخطئ؟ أم أن هناك أكثر من ركن يساهم في هذا الإطار؟ وهكذا كنت أقضي الأماسي في مشاهدة الأعمال القديمة والمواضيع الثقافية عبر عدد من القنوات التي تغذي ذاكرتنا بالثقافة الكونية. أما رمضان فقد مرّ دون أن يترك في الذاكرة سوى شذرات من أعمال عبر قناة الريان حيث تبارى سعد بخيت وبوهلال وعبد الحميد الشرشني وسامح وفيصل رشيد ومحمد عادل الشرشني وعبد الله العسم في رسم الابتسامة قدر المستطاع. المهم أن رمضان يأتي بلا موعد فلا نعرف إلا وهلاله قد هلّ علينا، هذا الأمر يضعنا في حيرة في كل موسم، وكل عام والدراما بألف خير. [email protected]