10 نوفمبر 2025

تسجيل

العرب الخاربة

02 أبريل 2018

خرج علينا في هذه السنين نمط جديد من العرب، إذا جاز لنا تسميته بالعرب الخاربة المُخربة التي أخذت تعبث في كل شيء وتخرب كل ما هو جميل بين أبناء الأمة ولبست ثوب الحداثة والتقدم والانفتاح الذي ليس في محله في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب مما يصيب المرء بالدهشة والاستغراب الشديدين. فلا أحد يعلم أو يتكهن بما يفكر به هؤلاء الذين اُبتليت بهم الأمة. فالعالم العربي لم تمر به من قبل ظروف عصيبة جداً ولا افكار كأفكارهم الشيطانية التي ضربت بكل القيم والمبادئ الأخوية والأخلاق عرض الحائط ، وها هم يدخلوننا في نفق مظلم من المشاكل السياسية والحروب والتدخلات والفتن والقتل والخراب والدمار فنصبح ونمسي على مشاكلهم ومؤامراتهم التي لا تنتهي ولن تنتهي. فقد بلغ بهم الوهم تقمص أدوار الدول العظمى كما قالوا " يا أرض اتهدي ما عليكِ قدي " ووصل بهم الأمر التغلغل في دوائر صنع القرار في الدول العظمى وشراء الولاءات المختلفة ليس لصالح القضايا العربية المصيرية كقضية فلسطين وإنما للكيد والمكر والنوايا السيئة التي لا يخفونها في كل مناسبة اتجاه بني جلدتهم. وفي حقيقة الأمر لم ييأس هؤلاء المخربون رغم فشلهم الذريع وبرغم ما قدموه من أموال كبيرة لمختلف المؤامرات إلا أنهم مازالوا يبحثون عن أي طريقة يستطيعون أن يضروا بها بعض الدول العربية وطبعاً قطر في الطليعة وهي همهم الأول والأخير  وليس إيران. فهم يعلمون جيداً قوة إيران التي لا طاقة لهم بها والذي نسمعه منهم من تصريحات ضد إيران كله كلام في كلام بدون فعل حتى أمريكا التي يدفعون بها ويدفعون لها لمواجهة إيران لن تفعل شيئا سوى التركيز على الملف النووي وزيادة التجاذب السياسي حوله لا أكثر ولا أقل. ونحن في قطر يجب أن نعتمد على أنفسنا في صد محاولاتهم الفاشلة وألا نعتمد على أحد، فأمريكا مواقفها مترنحة وتدعو للشك والريبة، فبرغم الصداقات وما بينها وبيننا من اتفاقيات كثيرة في مختلف المجالات فهي تسايرهم في كثير من الأحيان، فهي لو أرادت أن تحل هذا النزاع في دقائق لفعلت. فدول الحصار لا تجرؤ أن تقول لأمريكا لا، فهي في كل شيء تأخذ الضوء الأخضر من أمريكا أولاً قبل أن تتخذ أي قرار. كما كان وزير الخارجية الأمريكي السابق تيلرسون يعلم حقيقتهم جيداً ويمتاز بالعقلانية ومواقفه مع قطر كانت جيدة فعملوا على إسقاطه. وأخيراً نسأل الله جل شأنه وتنزه عن كل نقص أن يجعل كيدهم في نحورهم وأن يكفينا شرورهم فهو القادر على ذلك وإذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.