09 نوفمبر 2025
تسجيلفي كل عام، وفي شهر مارس تتفتح النوار.. وفي العديد من الدول يتم الاحتفاء بموسم قدوم فصل الربيع، والاحتفاء بالمناسبة له العديد من التسميات، كما أن الفعاليات المختلفة جزء من الاحتفاء بمقدم الأيام، ونحن طلبة في المراحل الأولى حفظنا رائعة البحتري، الشاعر الكبير "وقد نبه النيروز في غسق الدجى... أوائل ورد كن بالأمس نوما.."الورد. والرازجي، والياسمين والمشموم.. نهديها لأمهاتنا بمناسبة عيد الأم.. الأم.. مدرسة الحياة.. والمؤسف أن هناك من يرسل عبر الوسائط الحديثة، ما يحرم الاحتفاء بالأم.. وهل هناك أقدس من الأم. الإنسانة العظيمة التي كرمها الله في محكم آياته، ووصى بها سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة والسلام. ولا أدري من أين يأتي البعض بأمر التحريم!! ما علينا.. لأن الأم هي الركن الأهم في تكوين الأسرة وإمداد المجتمع بالذرية الصالحة، الأم التي تتحمل معاناة الشهور أثناء الحمل والرضاعة، ومن ثم تبعات التربية، الأم التي ترنم بها حافظ إبراهيم "الأم مدرسة إذا أعددتها.. أعددت شعباً طيب الأعراق".يأتي مع الأسف من يحاول أن يلغي الاحتفاء بها.. يا لقسوة القلب! الأم شجرة وارفة الظلام.. إن صيحات الرضيع بحثاً عن غذائه أجمل الألحان وأعذبها.. ومع ذلك ينسى كل ذلك.. ذلك الدعي!! أيضاً ما علينا.في مارس.. هذا الشهر هناك احتفاء بالغائب الحاضر.. فن المسرح.. عبر العديد من العواصم العربية.. ذات يوم كان المنتمي يعيش منتشياً بأن كل الخشبات مضاءة طوال العام، وغاب أبو الفنون.. غاب لأسباب بعضها معلوم وبعضها مجهول.. هل هناك أيد حفية.. تلعب دوراً في هذا الإطار.. الله أعلم.. ذلك أن عشاق المسرح في أي عاصمة عربية وعبر أي لقاء يطرحون همومهم.. وواقع مسرحهم.ولكن بعض المسؤولين أذن من طين وأذن من عجين.. وهذه حال الدنيا.. كان المسرح منذ أقدم العصور قد خلق تواصلاً مع الحياة، وكان جزءاً من لعبة مكتملة الأطر.. بين الممثل والمتلقي لأنه فن خالد.. عبر عن معاناة الإنسان، آلامه، أحزانه، أفراحه، أتراحه، فن لا يستر المخفي ولا يستكين.. يطلق صرخة الاحتجاج ضد الظلم والقهر.. يعري الماضي السحيق والحاضر.. ويذهب إلى المستقبل.السؤال المهم: في مارس نحتفي بالمسرح.. الحاضر.. الغائب.. أو الغائب.. الحاضر لأيام.. ومن ثم يغلف الحراك قتامة ما بعدها قتامه!!