10 نوفمبر 2025
تسجيلأجمل من فراشةٍ / ترمّم الخيال/ أمضى من ارتعاشةٍ / في حضرة انفعال/ أكبر من سؤال/ أحفّ نهر خيبتي/ بلوعة الموّال/ وأرتدي مدينة/ تحرسها الجبال/ حبلى بكلّ حال/ أبحث عن طريدةٍ / تركت من ليال/ شبهتها بنجمةٍ/ في كنف الشمال/ كزخرفٍ في شال/ طريدتي في غابةٍ/ كثيفة الظلال/ وليلها مرتبكٌ/ يبحث عن هلال/ طريدتي غزال. وفي الشمال عاشقٌ / يبكي بدمع العين/ ما نام من يومين/ تبعثرت جهاته/ في لهفة اليدين/ وسافرت أحزانه/ في حزن رأس العين/ وكلما تباعدت/ مسافة القوسين/ تناثرت حروفه/ وضاقت العبارة/ وفضفضت بثوبها/ أحزانه الثرثارة/ وصاح ثَمَّ أين/ من وجد الغزال؟ من وجد الغزال؟ / من وجد الغزال؟ / أظلافه ناريّةٌ / قرناه من نبال/ من وجد الغزال؟/ في غابةٍ مسكونةٍ / بالخوفِ والضلال/ في غيمةٍ شتويةٍ / تبكي من اعتلال/ من وجد الغزال؟/ لعلّه استراح/ لعله استقال/ عن خصلة الجمال/ لعلها تناثرت/ خطواته الطوال/ بين المدى والبال/ لعله ينام/ في شبهة التمثال. وفي الشمال عاشقٌ/ أقام عند الغاب/ منتظراً عودته/ من فرجة في الباب/ والناس يسألون/ عن توبة الذئاب/ في المشهد المجنون/ نرتاب.. لا نرتاب/ نكون..لا نكون/ نؤثث الغياب/ بالشفق المطعون/ والناس والصحاب/ في الدرب يركضون/ يا من رأى الغزال؟/ في غيبة الرجال/ يجفل من سراب/ ويرتدي الظنون/ يسأل من أكون؟/ فيختفي الجواب/ في ومضة ارتحال. أحمل كلّ ليلةٍ / حروفي الحزينة/ أيمّم المدينة/ لعلّه هناك/ يقرأ في سكينة/ أنشودة الهلاك: " يا حلو من سمّاك" / جراحنا اللعينة/ وفي المدى أراك/ تلثم قاسيونه/ والباب والشبّاك/ عينان من ضغينة/ والبحر في ارتباك/ مقطّبٌ جبينه/ لاشكّ يا شكّاك/ في الليل تعرفونه/ معترفاً بصمته/ والموج حين قال/ في الموج تجدونه/ من جاء بالغزال؟/ للبحر يا نسّاك/ وملأ السلال. وقال بعض من مضوا/ لا تذبحوا الغزال/ ودسوا في ثيابهم/ خناجراً.. نصال/ وقال قال بعضهم / يخلو لكم في الحال/ وجه الحياة رغداً/ إن تذبحوا الغزال. أراه في دفاتري / يلاعب التلال/ يقفز ملء خيبتي / في وثبة الصلصال/ أراه في حكايةٍ/ تروى على تتال/ في كلّ بئر عامرٍ / بمائه الزلال/ يجوسه الذئاب/ في كل قبرٍ ناشئٍ/ يدين للغراب/ كيف يواري سوأةً/ للشمس والأوطان/ في كلّ مهر جامحٍ/ في عبسَ أو ذبيان/والليل حين طال/ في القتل والقتال/ أتركه مراوغاً / يبحث في صفّين/ عن أمّةٍ من طين/ تصارع المحال/ وتذبح الغزال.