09 نوفمبر 2025

تسجيل

عنوان الرجال (1-2)

02 مارس 2020

نعم للرجال عنوان، وأي عنوان، إنه ليس العنوان المعتاد والمتعارف عليه في دنيا الناس، وليس عنوان الحسب والنسب، وليس عنوان الجاه والسلطان، وليس عنوان "الكشخة"، وليس عنوان ركوب السيارات الفارهة، وليس عنوان المناصب، وليس عنوان كثرة النياشين على الكتوف وعلى الصدور، وليس عنوان بالشهادات العليا، وليس العنوان في التكريم والاحتفاء أمام الأضواء وحرارة التصفيق، وليس عنوانا في البيوت الكبيرة والمجالس التي يرتادها الزوار، وليس عنوانا فيما تحمله من شهرة، وليس عنوانا في كثرة المتابعين على منصات التواصل الاجتماعي، والظهور الإعلامي الفضائي. ومن يمنح الرجال هذه العناوين ويحتفي بهم بما يحملونه من ألقاب وأحساب وأنساب ومناصب، فسلّم على مصطلح الرجال، فقد أخطأ العنوان إليه!. فالرجال لا تعرف بهذا كله، وإنما تعرف بمن تصف أقدامها في المسجد لصلاة الفجر جماعة، وإذا أردت أن تعرف قدر الرجال، فانظر إلى من يأتي لصلاة الفجر جماعة في المسجد. صلاة الفجر حفظ في ذمة الله، وبراءة من النفاق، وراحة في الصدر، وسعة رزق وبركة، فصلاة الفجر مصنع الرجال، وصلاة الفجر تصنع الرجال. فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال "كنَّا إذا فقدنا الرَّجل في صلاة العشاء وصلاة الفجر، أسأنا به الظَّنَّ". ولذلك كان حرص رسول الله صلى الله عليه وسلم على سنة الفجر، ووصفت عائشة رضي الله عنها هذا الحرص فقالت "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي شَيْءٍ مِنْ النَّوَافِلِ أَسْرَعَ مِنْهُ إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ"، "رَكْعَتَا الْفَجْرِ خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا"، "لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ الدُّنْيَا جَمِيعًا"، فإذا كان هذا اهتمامه وشوقه بهذه النافلة فما عساه بفريضة الفجر؟. شيء عجيب! ألا نتحرك لها، كفانا تهاوناً في إقامتها جماعة في المسجد-لا نعمم- ولكنه واقع موجع!. والنداء اليومي "الصلاة خير من النوم" نداء لميلاد فجر جديد يوقظنا، ومن لا تأخذه قدماه لصلاة الفجر جماعة في المسجد، "لا يمكن أن يجد الحياة التي يبحث عنها ولو كان يملك كل شيء"، فمشاهد الخير ومباهج الراحة في صلاة الفجر، فهل ندرك هذه المعاني والقيم ونأتي عليها في حركة حياتنا قبل فوات الأوان؟!. فصلاة الفجر عنوان الرجال الحقيقي. ◄ "ومضة" صلاة الفجر كميدان معركة لن تجد فيها إلاّ الرجال. وهناك عنوان آخر يعرف به الرجال سنأتي عليه في مقال قادم إن شاء الله. [email protected]