16 نوفمبر 2025

تسجيل

يوم المجاملة العالمي

02 مارس 2014

تُعدّ المجاملة فنًّا من الفنون الإنسانية الجميلة التي عرّفها المتخصصون بأنها فن الإرضاء، حيث إنها تُعطي فكرة طيبة عن صاحبها أمام الآخرين وهي سريعة الانتقال ولها وقع إيجابي على القلب، ودائماً ما تكون حاضرة عند التعامل الرسمي أو الاجتماعي، ويُعتمد على هذا الفن كثيراً عند دراسة فن الإتيكيت والبروتوكول والذي أصبح مهماً ومطلوباً لدى الساسة وصناع القرار وكل شخصية اجتماعية مرتبطة بالجمهور.ولأننا أصبحنا غارقين في بحر المجاملات " الغثة والسمينة " حتى أصبحت هي اللغة التي نتقنها جيداً وخصوصاً مع أعدائنا الذين يحتلون أراضينا ويغتصبون حقوقنا ويمارسون أعتى الأساليب الخبيثة مع دولنا وشعوبنا المغلوبة على أمرها، ومع هذا التاريخ الأسود الذي تلعب فيه المجاملة دوراً كبيراً في رسم الشخصية العربية المهزوزة أمام مرأى الأمم والشعوب إلا أننا ما زلنا نتفنن في اتباع آخر صرعات هذا الفن وتغليفه بجملٍ إعلامية ودبلوماسية توحي للمتابع بأننا دول تحرص على تعزيز علاقتها مع الدول المتقدمة وبأنه لابد من المجاملة الدبلوماسية لأنها هي التي ستجلب المصالح لنا وهي لغة التحاور في زمن العولمة والقرية الكونية الواحدة !!من الأمور التي تؤكد أهمية المجاملة وأنها أصبحت من العوامل المهمة التي طرأت على العلاقات الاجتماعية ما قام به المسؤولون في شبكات المواقع الاجتماعية بتخصيص يوم الأول من مارس من كل عام يوماً عالمياً للمجاملات والمديح والتهنئة المتبادلة مع الأصدقاء أو الجيران أو الزملاء في العمل وكذلك الأهل، ويكفي خلال هذا اليوم كتابة رسالة على صفحة " الفيسبوك " أشهر المواقع الاجتماعية على الإنترنت والخاصة باليوم العالمي للمجاملات أو إرسال نص التهنئة أو المجاملة على حساب موقع تويتر لإهداء التهنئة لمن تحب بمناسبة هذا اليوم.ودون أدنى شك بأن المجاملة أو المدح عند الغرب يختلف كثيراً عندنا نحن العرب، فالعرب مجاملتهم ومدحهم في كل ساعة ويوم ويحرصون على أن يعرف تفاصيلها القاصي والداني وتدون لها الكتب والقصائد وتُنشر لها الإعلانات في الصحف وتُخصص لها الدول ميزانيات ضخمة وبنوداً أسمتها بمسمياتها الفارغة كــ بند الهدايا والمنح وغيرها من بنود المُجاملة، يعني قصة ليس لها نهاية !! بينما الغرب والأجانب بشكل عام ليس لديهم إفراط في هذه المسألة لأنهم ليس لديهم وقت لها ويستغلون أوقاتهم في الأمور التي تهمهم فبمنظورهم المجاملة ليست إلا تعبيراً إنسانياً ليس مستمراً وإنما له أوقات معينة ومحددة ووفقا لما تقتضيه الحاجة !!كم هم مساكين العرب، كرماء في التعبير عن مجاملتهم للآخرين ونسوا أنهم ليسوا إلا عرقاً ذليلاً تقاسمت ثرواته الأعراق الأخرى التي لا تعوّل كثيرا على هذا الأسلوب الهامشي !! فاصلة أخيرة قال أحد الحكماء: لا تبالغ في المجاملة حتى لا تسقط في بئر النفاق، ولا تبالغ في الصراحة حتى لا تسقط في وحل الإساءة.