18 نوفمبر 2025

تسجيل

تمخض الجبل فولد فأراً

02 يناير 2017

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); تاريخ طويل شهدته المنطقة في عقد اتفاقيات السلام بين العرب وإسرائيل، ابتداء من اتفاقية "كامب ديفيد والجولان ومدريد وأوسلو" وما تلاها من معاهدات ظلت حبيسة الأدراج حتى جف حبرها على الورق، لسبب بسيط هو أنها عقدت لأغراض دعائية لحكام الولايات المتحدة الأمريكية وصناع اللوبيات فيها ومن بديهيات السياسة في التفاوض أن الغالب فيها أو المهيمن عليها هو الطرف القوي الذي يملي شروطه فيها ويتحكم بالنقاط الجوهرية التي تضمن له نشوة النصر سواء كان في الحرب أو السلم . عندما كان العرب يتحكمون باقتصاد العالم بترولياً ، كان يحسب لهذه القوة الحساب في فرض الشروط والإملاءات عند توقيع أي عقد سياسي أو اقتصادي أو عسكري ، وكثيرا ما تُختَزل سير القادة في الذاكرة الشعبية بأحداث معدودة تُستَنبط منها صفاتهم وطموحاتهم، والجميع يتذكر ما فعله الملك فيصل بن عبد العزيز عندما نشبت حرب أكتوبر بين مصر وإسرائيل ، وكيف وقفت أمريكا بجانب مدللتها تدعمها بالمال والسلاح ، ولم يكن أمام الملك إلا أن يستخدم النفط سلاحا في المعركة لتتحول بعدها مدن أمريكا وأوروبا إلى طوابير من البشر والمركبات أمام محطات الوقود .ما أريد قوله اليوم يتعلق بخطة السلام في الشرق الأوسط التي عرضها وزير الخارجية الأمريكي ذات الست نقاط والتي تتركز على حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، بما يضمن حدودا آمنة للطرفين، لقد ختم أوباما ووزير خارجيته فترة حكمهما في البيت الأبيض بهذه المبادرة التي جاءت في وقت وظرف غير مناسبين ، خصوصا أن العرب مشتتون ويعصف ببلدانهم الإرهاب العقيم الذي جاء به الطرف المنتصر والمتسيد على الموقف والأرض ، ليفرض إرادته عليهم بما يعرف باتفاقية " السلام " التي يراد من ورائها حصد أكثر القرارات التي تصب في صالح الغالب على حساب المغلوب ، ومصداق كلامي ماحصل بالأمس عندما انتفضت إسرائيل ضد قرار الأمم المتحدة الخاص بوقف عمليات الاستيطان وكيف توعد رئيس البيت الأبيض المنتخب " ترمب " المجتمع الدولي بإعادة النظر في قراراته التي تجعلها تصب في خدمة المنتصر . يريد الوزير كيري تحقيق فكرة القرار 181 للجمعية العامة للأمم المتحدة (الصادر في 1947) بشأن دولتين وشعبين أحدهما يهودي والآخر عربي، مع اعتراف متبادل ومساواة في الحقوق لمواطني كل منهما"، بعد أن أيقن أن الإرادة العربية اليوم غير قادرة على لملمة جراحها بفضل الأوضاع القاهرة التي أصابت الجسد العربي الذي مزقه الإرهاب الدولي الممنهج ضدهم ، وبهذا تتحول أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين " القدس " إلى عملية قلب مفتوح يصعب التكهن بأحقية الجزء الأكبر منه . ولو كان العرب في موضع القوة وهم يتفاوضون مع الطرف الذي اغتصب أرضهم وسلب قبلتهم الأولى، يقيناً أن الوضع سيكون مختلفا كما حصل في حرب أكتوبر ، لكن السكون أصبح عاقرا في أفواههم ولم يعد بإمكانهم فرض رغباتهم وإرادتهم ، لأن خطر أصحاب الرايات السود يتربص بهم ويلاحقهم في كل حدب وصوب وهذا ما خرج من لسان الرئيس أوباما المنتهية ولايته عندما قال كلمته الشهيرة: " إن الذئب واقف خلف الأبواب " . هذا هو السلام المزيف الذي تريده أمريكا على لسان وزير خارجيتها العجوز بعد أحداث هجمات 11 سبتمبر المفتعلة وما نتج عنها ، كما هو حال الجبل العملاق الذي يخرج منه صغار الفئران .