04 نوفمبر 2025
تسجيلالمواطن مقدم على غيره في الانتفاع بخيرات وثروات بلاده وهذا ما تنص عليه كافة النظم والدساتير ونحن القطريين — بفضل الله ثم بحكمة واخلاص ولاة امرنا حفظهم الرحمن — نتمتع بامتيازات فائقة يقل نظيرها لدى غيرنا من شعوب العالم ؛ واذا كنا ننادي دوما بتمييز المواطن وتفضيله حسب الاحقيات والمطالب الأصيلة المشروعة، فليس معنى ذلك على الاطلاق اننا نريد بالمقيمين معنا سوءا او ندعو الى مصادرة حقوقهم وتجاهل مطالبهم ، وإذا فهم من طرحي مثل ذلك فاعتذر شخصيا عن كل لبس ، وحاشا لله أن اسم نفسي بهذه الصفة العنصرية المقيتةبل انني من خلال هذا المنبر الاتصالي المؤثر ادعو بكل امانة وموضوعية الى انصاف المقيمين معنا على ارضنا الطيبة في دولتنا الحبيبة قطر، واخواننا العرب المسلمين بالأخص وكثير منهم قدموا وما يزالون لهذا الوطن العزيز وساكنيه خدمات جليلة واسهموا في تقدمه ورفعته في شتى المجالات ؛ تتلمذنا على ايدي اساتذة عرب فضلاء فكانوا لنا نعم المربين، وتعالجنا على ايدي اطباء منهم مهرة، فتماثلنا للشفاء من امراض وعلل بمشيئة الله ، واستودعنا عندهم امانات فرعوها وحفظوها اثناء غيابنا وحضورنا، اضافة الى مشاريع كبيرة كثيرة تغني شواهدها عن الشرح في كافة القطاعات ، وهؤلاء منهم من ولد وترعرع ودفن في ثرى ارضنا المباركة ومنهم من عاد لبلاده ومنهم من استقر به الحال حتى صار جزءا من مكونات المجتمع القطري النبيل وسيرتهم العطرة ترافقهم انى حلوا او ارتحلوا واغلبهم يعترف أن قطر واهلها اطيب شعوب الارض واكثرها نخوة ومروءة واحسنها تعاملا واولادهم يشعرون بانتمائهم لهذا الوطن الحبيب حتى اثناء سفرهم الى بلدانهم، وتجمعنا بهم علاقات متينة اساسها الحب والتقدير المتبادل ولابد من كلمة حق تقال هنا ان هؤلاء المقيمين يتقاسمون معنا اعباء المعيشة والقانون يساوي بيننا في الحقوق والواجبات العامة التي نص عليها الدين الحنيف، واجزم ان كل القطريين الشرفاء يريدون لاخوانهم المقيمين حياة كريمة ومعيشة طيبة وامنا واستقرارا في منازلهم وعيالهم واموالهم وان القطريين يأملون من قلوبهم ان يعم الخير الذي ينعمون به كل من يتقاسم معهم الاقامة في هذه البلاد ويحترم ثوابت المجتمع الشرعية والأخلاقية وعناصر الهوية الوطنية، ولذلك فاني ادعو — كاحد ارباب القلم ونشطاء الحق — الى اعادة النظر في اوضاع اخواننا المقيمين العرب خاصة من ذوي الدخول المتوسطة والمحدودة اذ يعانون اوضاعا معيشية صعبة ، منا من يقدر ظروفهم فيقف معهم ومنا — مع الاسف — من يخذلهم ويتخلى عنهم ويحث الآخرين على نبذهم ويتحدث عنهم بسوء ونميمة وهؤلاء قلة حتى وان حملوا صفة مواطن او حصلوا على جنسية هذا البلد المعطاء ؛ فلكل قاعدة شواذ واهل قطر تميزوا عبر التاريخ بالطيب والكرم والنخوة واغاثة الملهوف حكاما وشعبا حتى غدت قطر كعبة المضيوم وقبلة المظلوم ، لكننا رغم ذلك يسوؤنا كثيرا ما يتعرض له اخواننا المقيمون من تعسف وجور واستغلال حاجتهم من بعض المواطنين او من ينوب عنهم في المعاملات الرسمية وهناك فئة من الكفلاء يسيئون معاملة مكفوليهم ويضيقون عليهم عند تجديد الإقامات او منح تصاريح السفر (الخروجية ) ونقل الكفالة حتى ان بعضهم يتعمد الغاء اقامة احدهم لمجرد رغبته في تحسين وضعه المادي ، او يساومه على لقمة عيشه بعد ان يماطله في تسديد راتبه او يمنعه حقه مستغلا ضعفه وقلة حيلته! وصنف آخر من المواطنين يسيء للقطريين عندما يتعالى على المقيمين او يظلمهم لمجرد انه قطري الجنسية وهذا السلوك يناقض شيم وقيم المواطن القطري الاصيل لذلك فاننا نناشد حكومتنا الرشيدة وقادتنا ذوي المكرمات والمواقف المناصرة للشعوب والباذلة في سبيل الخير والمحبة للخير والعدل والسلام، ان تتم زيادة رواتب المقيمين من اخواننا العرب اصحاب الاسر والسيرة الحسنة لان الغلاء الذي نعانيه وارتفاع الاسعار ياتي عليهم ايضا ولا يستثني الناس حسب جنسياتهم، وان مضاعقة رواتب المقيمين بالتوازي مع المواطنين في كل زيادة او مكرمة اميرية يسرنا وسوف نرحب به ، وان لم يحصلوا على ذات النسبة فلا اقل من اعطائهم نصفها وقبل ختم هذه المقالة انبه الى انه ليس من اللائق انسحاب التسمية بالاجانب على اخواننا المقيمين العرب المسلمين بل كل من يلتقي معنا في الدين والعقيدة ووحدة الهدف ايا كانت جنسيته . وتحياتي لاخواني المواطنين واشقائي العرب المقيمين الذين اقول لهم اطمئنوا فإن مانحمله لكم في قلوبنا من مشاعر افضل مما قد يظنه بعضكم فينا حفظ الله بلادنا العزيزة وابقاها موطن حق وعدل ونصرة لقضايا الشعوب العادلة المشروعة فاصلة تاريخية نسال الله ان يجعل اعوامنا كلها خيرا وبركة وان يفرج عن اخواننا المحاصرين والنازحين والمهجرين، علما بان عامنا الهجري قد سبق عاما جديدا تحتفل به دول العالم ونعوذ بالله من شر( سنة ) تتلاعب الخمرة برأسها ورؤوس المحتفلين بها!! ولاحظوا فرق الدلالة بين لفظ السنة والعام