14 نوفمبر 2025

تسجيل

مصير وطنك

01 ديسمبر 2022

التمسك بقيمنا الخليجية وحضارتنا الإسلامية والعربية كان أهم ملامح بطولة كأس العالم فيفا قطر 2022، فلأول مرة في تاريخ هذه البطولة العالمية يبدأ حفل الافتتاح بآيات من القرآن الكريم، ولأول مرة تكون تميمة البطولة بهيئة عربية خليجية وهي تميمة "لعيب" التي تمثل مجسما بزي عربي. يتكون من شماغ أبيض غالبًا مع تدلي حبال من العقال، كما أن أصل كلمة "لعيب" باللهجة الخليجية تعني اللاعب الموهوب جداً. ونظراً لتمسكنا بعاداتنا وتقاليدنا واحتراماً لهذا التمسك أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عن حظر الخمور بشكل نهائي من الملاعب خلال مباريات كأس العالم قطر 2022، كما تمسكت قطر بحقها بمنع رفع أعلام ورموز لا تتوافق مع قيمنا وديننا. وأصبح حرصنا على قيمنا وأخلاقنا وحضارتنا بمثابة بصمة قطرية مضيئة في كأس العالم، وفشلت كل محاولات إفساد هذه المناسبة الدولية، وفشلت خطط إفساد البطولة، فالمونديال القطري أصبح إلى الآن هو الأفضل في تاريخ البطولة سواء من حيث الحضور الجماهيري في المدرجات أو من حيث أعداد المتابعين حول العالم عبر الشاشات، هذا بالإضافة إلى التنظيم المتميز والملاعب المبهرة وحسن الاستقبال وكرم الضيافة. نعم استطاعت قطر وشعبها أن يبهروا العالم، فكانت النتيجة هي صمت كل من انتقد قطر على مدار 12 عاماً منذ الإعلان عن فوز الدوحة باستضافة المونديال، صمت رافقه ذهول وإعجاب متستر، مما تفعله قطر وشعبها في هذا المونديال. إن قطر استطاعت أن تجعل من أعظم تظاهرة رياضية على وجه الأرض فرصة لنشر ثقافتنا الخليجية وحضارتنا الإسلامية، فنحن نشاهد الجماهير من مختلف أنحاء العالم وهم يحرصون على ارتداء العقال والغترة والسيدات يرغبن بارتداء النقاب والحجاب، لقد غيرت قطر من نظرة العالم لنا وسارت ثقافتنا هي السائدة عالمياً على مدار 28 يوما، وفشلت محاولاتهم فرض ثقافتهم علينا خلال تلك الفترة. ونذكر الذين يتحدثون عن حرية التعبير والمواثيق الدولية، إن المواثيق الدولية، التي تدعون أنكم تتمسكون بها، فمن حق الدول التمسك بثقافتها وقيمها، وذلك وفقاً لمبادئ القانون الدولي الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة، الذي ينص على "ليس لدولة أو مجموعة من الدول الحق في التدخل المباشر أو غير المباشر ولأي سبب كان في الشؤون الداخلية أو الخارجية لدولة أخرى. ووفقاً لميثاق الأمم المتحدة، لا يحق لأية دولة أن تتدخل بشكل مباشر أو غير مباشر، ولأي سبب كان، في الشؤون الداخلية والخارجية لأية دولة أخرى. ويتضمن ذلك كل أنواع التدخل أو التهديد الموجه ضد مكوناتها السياسية أو الاقتصادية أو الثقافية مخالفاً للقانون الدولي". ووفقا للمختصين في هذا الشأن فإن المقصود بالتدخل في الشؤون الداخلية هو أن تتعرض دولة أو منظمة دولية لشؤون دولة أخرى، وممارسة ضغوط عليها بسبب سياستها أو ثقافتها. وعلينا الآن بعد نجاحنا في تنظيم المونديال أن ندعو العالم أجمع إلى مشاهدة كرة القدم والاستمتاع بما تفعله قطر، وأن ندعو المشجعين والزوار إلى الاستمتاع بما تقدمه الدولة من إمكانيات وخدمات لهم وأن يكون هدفهم هو كرة القدم والتشجيع المثالي.