05 نوفمبر 2025

تسجيل

يوم المعلم ومعلم اليوم

01 أكتوبر 2015

صانع الحضارة، وباني العقول وقائد الفكر، وصاحب أعظم وأقدس رسالة، شخص هذه منزلته وهذا شأنه، يستحق منا ان نجتهد كي نوفيه حقه من التقدير والتشجيع ماديا أو معنويا.إن المعلم أستاذ العاملين والموظفين ومخرج القيادات ومنتج الطاقات في شتى المجالات، وعلى قدر عطاء المعلم واخلاصه في اداء رسالته السامية تتقدم الامم وتسود وتحقق أمجادها الكبرى، يكفي المعلمين شرفا ان صفوة الخلق وسادة البشرية كانوا معلمين بدءا بالانبياء والرسل عليهم السلام ، فهذا نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم يقرر (إنما بعثت معلما) وقد وصفه الحق عز وجل في كتابه قائلا : (هو الذي بعث في الاميين رسولا منهم يتلوعليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة) . وحين نستحضر هذه المعاني الجميلة نتذكر تعبير شاعرنا عن المعلم: كاد المعلم ان يكون رسولا. ومن الادب مع المعلم ان يدين كل موظف مهما علت مرتبته له بالولاء والعرفان بفضله، وكل مجتمع ينال فيه المعلمون ما يستحقونه من تقدير واحترام فانه مجتمع متحضر مزدهر قوي البنيان، والمعلمون أولى الفئات بالاهتمام الفائق ومنح الامتيازات الرفيعة واذا كانت الحكومات تمنح بعض الشخصيات حصانة خاصة فالمعلم أولى بذلك، ومنها الحصانة التربوية، وتقديمه في كل محفل وإنجاز وهذا في المقابل يدعونا لتذكير المعلمين باستشعار أدوارهم ومسؤوليتهم الجسيمة وأداء ما عليهم من امانة ورسالة عظيمة تجاه الطلبة وأولياء امورهم الذين عهدوا إليهم بفلذات اكبادهم مؤملين منهم حسن التربية والتعليم ليستحقوا ما خصهم الله به من فضل واسع وثواب جزيل كما جاء في الحديث الشريف (ان الله وملائكته واهل السماوات واهل الارض حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير) وما تأخرت الامم وانخذلت الا عندما استهانت بدور المعلمين وتجاهلت أهميتهم. وليس بخاف ما يعانيه المعلمون هذه الايام من مشقة وازدراء وسلب الصلاحيات والتقليل من شأنهم، والواجب يحتم علينا ان نقف جميعا إلى صف المعلم ونبرز دوره الحيوي ونبث الوعي المطلوب برسالته وأهميته بكافة الوسائل المتاحة اضافة الى رد اعتباره فورا اذا تعرض لاي تعامل مهين او انتقاص من قدره او مصادرة حقه ناهيكم عن ظلمه. وإن اكبر تقدير وتكريم للمعلم ان تتضافر الجهود على كافة المستويات لاستعادة هيبته وكامل صلاحياته في ضبط وتقويم سلوك الطلاب، وتقدير مكانته المرموقة وادواره البناءة ؛ ليؤدي واجبه ورسالته المقدسة بعزيمة واخلاص ويسهم في رفد كافة القطاعات الوظيفية بالكوادر البشرية المزودة بالعلم والاخلاق والمهارات العالية.