12 نوفمبر 2025

تسجيل

الحرب الخفية في اليمن

01 سبتمبر 2015

لا شك بأن عاصفة الحزم قد أدت دوراً كبيراً ونجاحاً قد وجه ضربة للمخططات الدولية لجر دول مجلس التعاون وبالأخص المملكة العربية السعودية لحرب استنزاف صعبة، ولكن استباق السعودية والتحالف أحبط هذا المخطط ولذا نجد الإعلام الغربي وغيره يقدمون صورة مغايرة ومزيفة ويدافعون عن الحوثيين وإيران ويتجاهلون الجرائم بحق الإنسانية في اليمن من قبل هؤلاء والغريب أن مؤسسات دولية مارست مواقف باسم الإنسانية كانت تؤدي دوراً منحازاً إضافة لدور الأمم المتحدة الذي كان سلبياً، وبدأ يتراجع بعد هزائم الحوثيين وإيران. الحرب في اليمن بصراحة خفية تقوم على جهود وتنسيق بين أصحاب المصالح، فهي تدار بحرب إعلامية من خلال المواقع والمقالات والقنوات ومن خلال تسريب معلومات وأخبار عن طريق شبكات التواصل، وهذه تقوم بها الموساد والأجهزة الإيرانية وحزب الله لبلبلة الشارع وهو ما لم يفطن له الكثير، وكذلك تشتيت الجهود في الداخل وتزويد الطرف المعتدي بمعلومات استراتيجية لعرقلة وإطالة أمد الحرب، إضافة لمنع أي دعم أو تحرك لحسم المعركة كما يحصل في تعز والحديدة بتأخير الحسم، ومن الحرب الخفية إدخال مفاوضات مسقط وغيرها لتمييع وتطويل الحرب وعدم اتخاذ قرارات لاحترام قرار الأمم المتحدة الصادر وكذلك عدم معاقبة مرتكبي جرائم الحرب، ومن الحرب الخفية التحرك لفتنة الانفصال التي ليس هناك ما يبرر طرحها وممارستها في الوقت الحاضر قبل الانتهاء من العدوان ولعرقلة المشروع السعودي لضم اليمن لمجلس التعاون وإعاقة ذلك بوجود دولتين متصارعتين، إضافة إلى إشعال نار الفتنة بين أطراف الصراع وتحريك الخلايا النائمة بالجرائم وصراعات الأحزاب والصراع حول اقتسام الكعكة بعد الحرب وتنازع الأفراد والأحزاب وتبادل الاتهامات لفتح ملفات الماضي وكذلك تحريك الجماعات الإرهابية فهذه الجماعات سيتم ترتيبها بمسميات متعددة ودعمها لاستنزاف وجر البلاد لحرب أهلية، وهو ما يريد الرئيس السابق من جهة والحوثيون لصالح إيران وأجندتها ويتم ترتيبه معها إضافة إلى رغبة الدول الغربية في إضعاف القدرات العسكرية والاقتصادية لدول المنطقة بما يخدم مصالح هذه الدول في تفوق إسرائيل وضمان أمنها والتقارب الإيراني الإسرائيلي الذي سيفاجئ العرب كما فاجأهم الاتفاق النووي وعودة الشراكة والعلاقة إلى الظاهر والعلانية بعد أن كانت في الخفاء، كل هذا يبين ماذا يراد لهذه المنطقة وأن اليمن جسر للحرب في المنطقة، وكذلك البحرين وأخيراً لبنان وفق المخطط الثلاثي لكيسنجر وبرنارد لويس وبيريجنسكي. والحقيقة أن روسيا ليست بعيدة عن الموضوع لتحصل على صفقات عسكرية واقتصادية مستغلة الأوضاع وتوتر العلاقات مع الولايات المتحدة مع الدهاء السياسي لرسالة الأسد مقابل اليمن، فهي تصعد وتدعم إيران في اليمن وتقدم الدعم اللوجستي وكذلك حلفاؤها من الشيوعيين السابقين، وقد تحركت الدبلوماسية الروسية لإقناع العرب واحد مقابل واحد وإيجاد مسمى مكافحة الإرهاب، هذه اللعبة السياسية سببها بسيط التمزق العربي والصراعات الداخلية وعدم وجود عمل جماعي يؤسفنا أن نقول إن العرب من خلال الجامعة العربية وكذلك المؤسسات الأخرى لم تقم بدور فعال لرأب صدع النزاعات واحتواء آثار الربيع العربي بالحكمة والجهود السياسية والمصالحة وقطع الطريق على التدخلات، وللأسف أن مواقف العرب أصبحت حادة ومتشنجة والآخرون يوجهون ضربات وأشدها ما حصل في المفاوضات السرية بخصوص قضية فلسطين والهدنة ودخول بلير والولايات المتحدة على خط سياسة العنف واستخدام العصا والقوة لن تزيد الأحداث إلا عنفا وخطورة، وقد يؤدي إلى صراع يصعب التحكم والسيطرة عليه. ولذا فإن السياسة السعودية كانت حكيمة ومدركة للأخطار ولكن يجب أن تدعم دول المجلس هذا التحرك وكذلك يجب دخول دول أخرى في التحالف لحسم المعركة في تعز والحديدة ومأرب وعندها سنجد تغير الخريطة وعدم تحرك أي دولة عربية خارج عاصفة الحزم لأن ذلك يضر بمصلحة الأمة وعدم التفاوض والحوار مع إيران وروسيا من منطلق الضعف وتقديم تنازلات على حساب المصلحة العربية التنازل في الملف السوري بعد أن انتهت أمريكا من مصالحها بضعف سوريا وعدم تهديدها لإسرائيل لم يعد أمر الأسد ببقائه وذهابه يشغلها وهو ما خدم روسيا وإيران لذا يجب على العرب ألا يقعوا في هذا الفخ، وقوة العرب هي في ثلاثة أشياء: أولا إصلاح ذات البين في عدد من الدول وتفعيل الجامعة العربية بالأغلبية الموجودة ودعم وحدة مجلس التعاون وعدم اتخاذ قرارات فردية ستضر بالجميع وعدم التفاوض مع روسيا وإيران كردة فعل دون النظر إلى اللعبة الماكرة لهم وهي لمصلحة الغرب لتقاطع ذلك مع مصالح الطرفين وسيدفع العرب ثمنا باهظا وستسحب منهم ملفات كثيرة وعدم الاستجابة للصراعات الحزبية من جهات تريد الوصول لمكاسب على حساب وطنهم وبالأخص دعاة الانفصال الذي سيكون كارثة إذا عاد الاشتراكيون لحكم الجنوب واتباع إيران!