14 نوفمبر 2025
تسجيلربما انشغل أهل الشمالية بأمر انتخابات الوالي ولم يعطوا أمر الأمطار والسيول، ثم الفيضانات القادمة جل الاهتمام وبالتالي لم ترد ذكر القرى والحلال والبيوت التي جرفها السيل في محليات مروي والقولد ودنقلا وعبري مهما كان حجم الدمار .. فالأمطار كانت شاملة كل السودان بل إن الشمالية تزيد عن بقية أنحاء السودان بالفيضان الذي يغمر الجروف والجزر ويخرج أحيانا إلى السهول والبيوت .. وهذه المرة يبدو أن الفيضان سيكون كبيرا - كما تقول التقارير- وبالتالي فإن التقارير التي صدرت محليا بالولاية الشمالية يبدوا أنها لم تقنع المركز الذي أولى جل اهتمامه للعاصمة والجزيرة ونهر النيل .. صحيح أن قليلا من التقارير تم بثها في وسائل الإعلام المركزية ولكن يبدو أن بعد المسافة عن المركز يلعب الدور الأكبر في إلقاء الأضواء على الأحداث .. وبعد أن فاز مرشح المؤتمر الوطني الدكتور إبراهيم الخضر بالتزكية ونهنئه والحزب وأهل الشمالية بذلك أرجو أن تعود إلى أولئك الذين هدمت السيول منازلهم في ارتدي وشبتوت والقولد والعقال ومناطق الغدار بالشرق وأي مناطق أخرى في محلية مروي وخور أبو دومة الشهيد .. إن معركة السيول كبيرة وعظيمة وتحتاج لتآزر أهل السودان جميعا لنجدة المنكوبين وتعويضهم قليلا مما كانوا يملكون .. والأمر الأكثر أهمية هو أن يتم التخطيط لهم في أماكن أخرى بعيدا عن مجاري السيول التي لا تتخلى عن مساراتها إن طال العهد حسب تجاربنا مع الأمطار والسيول ولابد للمحليات من تشديد المراقبة على هذه الأماكن حتى لا يأتي أناس جدد ويخلقون للبلد مشاكل جديدة هي في غنى عنها وأن تعد تروسا ومجاري محددة لتصريف مياه السيول القادمة سواء من كردفان أو من أرض البطانة .. كما أن المزلقانات التي وضعت مع شارع التحدي أثبتت الأيام فشلها في تصريف مياه الأمطار والسيول القادمة من أرض البطانة وكسلا والقضارف بجانب فتح المصارف في مناطق الانخفاض على طول طريق التحدي والخرطوم مدني وشريان الشمال خاصة عند جبال كرري من الناحية الغربية، وقد لاحظت اعتداءات عديدة للرمال الزاحفة على طريق شريان الشمال مما يشكل خطورة كبيرة على السيارات المسرعة . ولابد من إشراف هندسي وإزاحة الرمال عن الأسفلت على طول هذا الطريق . وعموما أهل الشمالية مقبلون على حصاد النخيل وهناك احتمال كبير جدا بفيضان النيل الذي إن حدث فإن كل محصول النخيل سوف يذهب سدى وعلى السلطات المحلية والشعبية هناك ضرورة تنبيه الأهالي بإقامة التروس ومحاولة منع خروج الفيضان عن مساره وهم قادرون على ذلك.. ورغم ذلك ينبغي على السلطات المركزية أيضا إعداد الآليات والمعدات والمعينات على إقامة التروس والحيلولة دون تمرد النيل وخروجه عن المسار.