13 نوفمبر 2025
تسجيلبعد ثماني سنين من الإرهاب الرئاسي والترهيب الأمريكي والرهاب الأسود ينوي بوش الصغير أن يصدر كتاباً يتضمن أهم النقاط التي مرت على حياته وهو رئيس للولايات المتحدة الأمريكية.. ينوي أن يمارس مهنة المؤلف والممثل والمخرج بعد أن ظل مهرجاً يمارس غوايته المفضوحة علينا والتي خسرنا لأجلها دولاً وشعوباً عربية وإسلامية.. بعد ثماني سنين تحملنا فيها وجهه ورغباته وأطماعه وجيوشه ومرارة الاحتلال الأمريكي يأتي بوش بقلمه الأسود ليسجل لحظات حياته التي أثر فيها وتأثر ويحصي مكاسب الكتاب وكم هي الثروة التي سيجنيها من وراء تلك السطور الكثيرة التي ستحمل الأكثر من الافتراءات وتجميل صورة البيت الأبيض في سياسته الخارجية وأهم محطاتها في أفغانستان والعراق والقائمة تطول.. سيتكلم عن الإرث الثقيل الذي تركه لخليفته أوباما وأزمة مالية (مقصودة) هزت الجدار العالمي رغم الهزة التي أصابت الاقتصاد الأمريكي.. ولا أدري ما الذي يمكن لبوش أن يدلي به في كتابه القادم والذي يلقى اهتماماً منقطع النظير من مؤسسات النشر الكبرى لاحتضان اللبنات الأولى من سيرة الرئيس الخاصة!.. وسنتهافت نحن (الضحايا) على قراءة كتاب الرئيس للتأكد في أي مرتبة وضعنا وبأي كلمات استحسان وصف دورنا في مساعدته على تحقيق كل البلاوي التي فعلتها البلاوي المتحدة الأمريكية!!.. الآن من حق كل (متعاون عربي) أن يرفع رأسه عالياً ويفخر بتدوين اسمه في كتاب بوش المقبل.. من حق البعض أو الجميع أن يقول كنت من المخلصين لسياسة بوش وساهمت بلا شك في تحقيق هذه السياسة المرة والمتمثلة باحتلال أفغانستان المسلمة والعراق العربية وإطاحة العروش فيهما.. نعم كان منا خونة وهم كثيرون ومن حقهم على بوش ألا ينساهم في سيرته الذاتية التي سيسطرها بعد أيام في كتاب سيلقى اهتماماً من كافة حكومات وشعوب العالم لكون مؤلفه هو أكثر الرؤساء بلبلة وشهرة و.. عدواناً!.. من حقنا أن نلقى مكاناً في كتاب بوش الصغير لنشعر بأننا كبار فعلنا شيئاً لهذا الصغير ليغدو كبيراً ويصبح له تاريخ كأسوأ رئيس أمريكي سكن البيت الأبيض المتلطخ بالسواد.. من حقنا أن ننال نصيب الأسد في سيرة بوش لأننا نحن من صنعناه ورسمنا جدول أعماله اليومي والاسبوعي والشهري والسنوي.. نحن من أعطيناه راتبه الشهري لعمله المستمر فينا وبأراضينا العربية والإسلامية!. بربكم وانا أستحلفكم بمن خلق السموات والأرض ما الاستفادة التي جناها بوش وجيوشه الحربية التي غزا بها أفغانستان والعراق؟؟ ما الفائدة من وراء هذين الاحتلالين إن كانت أمريكا تسعى الآن لمحاورة طالبان (التي أسقطتها من سدة الحكم) لتنظيم آلية السياسة داخل البلاد وتعلم جيداً ان الاستقرار بالعراق لن يتأتى إلا بإرجاع كل شيء لحاله وبإخماد نار الفتنة الطائفية التي أشعلها الاحتلال الأمريكي للبلاد؟!.. بل إن حماس التي تعاديها أمريكا وتحاول هي وآلة الحرب الإسرائيلية أن تقضي عليها قد تصبح بعد الاعتراف الأوروبي بها مضطرة للتعامل مع هذه الحركة التي لا سلام ولا وئام دون المرور في قناة حماس الوطنية فما الذي استفاده بوش من جرائم دولته في كل هذه الدول؟؟ ولكن ماذا سيفيد الكلام الآن إن كان الزمن يصارعنا ويغلبنا في التقدم للأمام ولا يمكن جره للوراء؟!.. ما فائدة الحديث الآن والسيد الرئيس في مرحلة الإعداد للإدلاء بشهادة عصر مزورة للعالم.. تباً حتى في هذا الأمر سيجد له أصدقاء عرباً يسوقون لكتابه وربما يعاونونه على استرداد ذاكرته فيما قد ينساه.. هكذا جرت عادة المجرمين فمن كثرة ضحاياهم ينسون عددهم وجنسياتهم!!.. حاضرين يا باشا!!. فاصلة أخيرة: النملة قالت للفيل قم دلكني ومقابل ذلك ضحكني وإذا لم أضحك عوضني بالتقبيل وبالتمويل وإذا لم أقتنع قدم لي كل صباح ألف قتيل ضحك الفيل فشاطت غضباً تسخر مني يا برميل؟!! ما المضحك فيما قد قيل؟ غيري أصغر لكن طلب أكثر مني غيرك أكبر لكن لبى وهو ذليل أيّ دليل؟ أكبر منك بلاد العرب وأصغر مني اسرائيل!!! "أحمد مطر"