12 نوفمبر 2025

تسجيل

ليبيا مقبرة الغزاة

01 يوليو 2020

عاش الشعب الليبي فترة من الطغيان والاستعباد منذ مجيء الرئيس المقبور " معمر القذافي " حتى اغتياله قبل سنوات واغلاق صفحة سيئة من صفحات التاريخ الأسود لحكومات العسكر التي حكمت ليبيا لعقود طويلة عاش فيها شعبه أسوأ مراحله المعيشية.. ومع انطلاق ثورات الربيع العربي في ديسمبر 2010 م على ارض تونس الخضراء.. زحفت هذه الثورات الى بقية البلدان العربية ومنها ليبيا التي كانت اول من هرول للتخلص من حياة استعباد الشعوب.. فجاءت ثورة الشعب الليبي المباركة بحثا عن الحرية والعيش الكريم أسوة ببقية شعوب العالم.. ولكن أعداء ليبيا أرادوا لها عكس ذلك. فجاء الجنرال حفتر ليضرب الشعب الليبي في العمق ويدمر بنيته التحتية ويرتكب أكبر الجرائم من قتل وبطش للشعب البرئ.. ومع اندحاره في هذه الأيام وانكساره بشكل ملحوظ بدأت تنكشف جرائمه وسجله الدموي للعالم وهو ما يؤكد بان معاداته لشعبه ما هو إلا تصرف مدعوم من بعض الدول العربية وغير العربية لنهب ثروات ليبيا وتصفية أبنائها دون وجه حق. مقابر جماعية وقد تناقلت وكالات الأنباء والفضائيات العالمية صور تلك المقابر الجماعية للقتلى الأبرياء من الشهداء الذين قام الجنرال الليبي المعارض بإبادتهم خلال سنوات حربه على شعبه حتى اندحاره وطرده من الأراضي الليبية على يد أبناء الحكومة الشرعية بقيادة " السراج " الذين ما زالوا يدافعون عن وطنهم بكل بسالة وشجاعة من أجل تنفس الحرية. الظلم لا يدوم من هنا لابد ان ينال المظلوم عقابه عاجلا أو أجلا.. وبالرغم من الجور الذي تعرض له الشعب الليبي خلال فترة الحرب القاهرة التي شنها ضده " حفتر " بدعم جبار إلا ان الشعب الليبي قال كلمته في نهاية المطاف.. ولكن يبقى تقديم الدعم اللوجستي له هو ما تتطلبه الظروف في الوقت الحالي من اجل مواصلة النصر وعدم الاستسلام لكل مخرب ومدمر للأرض الليبية.. شاء من شاء وأبى من أبى. والسؤال الآخر هل تصبح ليبيا مقبرة الجيش المصري بعد نبرة الخطاب الاستعلائية والعدائية للرئيس المصري " السيسي " ضد ليبيا وشعبها الحر؟. سؤال بدأ يتردد في بعض وسائل الاعلام العربية والأجنبية.. وهو وارد في كل الأحوال واحتمال تحقق هذا الشيء إذا غامر الرئيس المصري الضعيف وجازف بضرب الجبهة الداخلية لشعب ليبيا البطل الذي لا يذكره التاريخ إلا بالبطولات المشهودة ضد كل من تهور للنيل منه ومن خيراته الاقتصادية.. ولنا عبرة بالاستعمار الإيطالي الذي تلقى أقسى الدروس حتى سحب جيشه المهزوم بعد ارتكابه مجازر ضد الإنسانية على الأرض الليبية خلال القرن الماضي. ولهذا يسعى أعداء الحرية للشعوب لتغيير المعادلة حسب الأهواء والأجندات التي يعدونها لقتل الشعوب وابادتهم من على وجه الأرض.. وذلك تحت رفع شعارات كاذبة ومضللة لخداع الرأي العام في الداخل والخارج.. وهذا ما يروج له الاعلام المصري المتخلف عبر سياسته التطبيلية ورموزه المتسولة من خلال الرشوة التي تدفع لها بشكل غير معقول لا يختلف عليه أحد. الحل الليبي الليبي: هو الذي يجب ان يسود اليوم.. وليس من يروج لغزو ليبيا بخطابات نارية وعنترية، لا تقوم على المنطق ولا تقدم الحقيقة في كل ما يقولون ويفعلون وصولا لتشويه صورة الشعب الليبي ونعته بأبشع الصفات القذرة ومنها وصفه بالشعب الإرهابي والمتطرف.. وهي صفة ينتهجها هؤلاء الحكام الظلمة لتغيير إرادة الشعوب بأي طريقة كانت. ولنا عبرة بما يحدث اليوم من تدخلات صارخة في شؤون الشعب الليبي واليمني والسوداني – على سبيل المثال لا الحصر – ولكن الأحداث ستكون شاهدة في قادم الايام عندما ينكسر الجيش المصري على أسوار ليبيا وتفقد مصر أبناءها وهم في ريعان شبابهم.. وساعتها لن تنفع الندامة. وفي الختام الشعب الليبي لا يستحق كل هذه المؤامرة التي سخرتها بعض الدول للقضاء على ثورته ضد الظلم والطغيان.. ولهذا فهو لن يتنازل عن أي شبر من أراضيه مهما كانت التضحيات. كلمة أخيرة من لم يتعظ بالأحداث التاريخية فهو غبي.. لان التاريخ يذكرنا هنا بان ليبيا ورجالها لن يكونوا مضغة سهلة، وسيدافعون عن حدودهم بكل بسالة حتى يحقق الله لهم النصر المؤزر.. وان غدا لناظره قريب. [email protected]