14 نوفمبر 2025

تسجيل

يونس محمود طالبا

01 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أن تكون لاعب كرة قدم في وطننا العربي، يعني ألا يتعدى مستواك الدراسي في أفضل الأحوال المستوى الثانوي، إلا من رحم ربي بالطبع، فهناك لاعبون يعدون على أصابع اليد، حاصلون على شهادة البكالوريا وأتموا دراساتهم في علوم التربية البدنية.. لكن السواد الأعظم في بلداننا العربية يضطر للتخلي عن الدراسة من أجل متابعة حلمه في ممارسة كرة القدم. وبالمناسبة، الأمر لايقتصر على الساحرة المستديرة، بل يطال باقي الرياضات التي تتطلب جهدا وتفرغا مثل ألعاب القوى والرياضات الجماعية الأخرى، وهناك من اللاعبين أو الرياضيين من ينهي مشواره الاحترافي، ثم يخوض بعد ذلك دورات تدريبية من أجل الحصول على شهادات في التدريب يدخل من خلالها مجالا آخر، وهناك من يستغل نفوذه وشعبيته وفساد أنظمتنا من أجل الحصول على شهادات دراسية مزورة دون أن يكلف نفسه الخروج من بيته. وهناك أبطال أوهموا الناس بأنهم متوجهون إلى أوروبا والولايات المتحدة لاستكمال دراساتهم الجامعية هناك، وهم يعتكفون في منازلهم حتى تصل إليهم شهادات الماستر والدكتوراه على طبق من ذهب. ليستلموا بعد ذلك المناصب العليا ويديرون الشؤون الرياضية والاتحادات الوطنية وهم لا يفقهون شيئا، وهناك من يحترم نفسه وتاريخه وجماهيره ويفضل أن يستهل المشوار من نقطة الصفر ويعود لمقاعد الدراسة مثله مثل أي طالب عادي. وهؤلاء لا يمكن إلا أن نصفق لهم.. وأحد هذه النماذج التي دفعتني مرة أخرى للكتابة حول أهمية الدراسة إلى جانب ممارسة الرياضة هو قائد المنتخب العراقي يونس محمود، الذي عاد مؤخرا إلى مقاعد الدراسة، وخاض امتحانات الباكالوريا مثله مثل أي طالب عراقي عادي. يونس محمود لم يفكر في سلك الطرق الملتوية، وهو الذي يعلم أنه إذا أشر فقط باصبعه، ستكون شهادة الباكالوريا وحتى الدكتوراه بين يديه، خصوصا أنه نجم العراق الأول ويعلم أنه أعطى بلده وشعبه الكثير وأدخل الفرحة والسعادة إلى قلوب العراقيين المكلومين مرات عديدة. السفاح كان دائما يعرب عن رغبته في شغل منصب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم في المستقبل، لكنه يعلم بالمقابل أن هذا المنصب يتطلب شخصا دارسا وواعيا وملما بالأمور، ولا يكفي فقط أن يكون لاعبا سابقا. لهذا فضل أن يبدأ مشوار الألف ميل بأول خطوة وهي شهادة الباكالوريا، التي اعتبرها شخصيا في وطننا العربي، شهادة في محاربة الأمية، أما الدراسة الحقيقية فتبدأ في الجامعة. فهنيئا ليونس محمود بهذه الخطوة الجريئة والمحترمة ونأمل أن تعمم الفكرة على جميع الرياضيين، لأن العلم غير مرتبط بالعمر بقدر ما هو مرتبط بالعزيمة والإصرار والرغبة في التغيير، ولأننا سنظل نطلب العلم ونتعلم أشياء جديدة في هذه الحياة حتى نلفظ أنفاسنا الأخيرة.